رسالة إلى الوالي...
الكاتب: حنان رحيمي
حضرة الوزير رشيد درباس،
بتمنى تكون عالسمع، بدّي خبر معاليك شغلة بما إنك عايش
بكوكب تاني.
البطالة ورحلة البحث عن عمل وعن لقمة عيش ما عادت حكر
على نص الشعب اللبناني، صارت كمان للناس اللي عندهم إعاقة جسدية واحتياجات خاصة،
وكرامتهم ما بتسمحلهم يعيشوا على حسنات الناس وشفقتهم.
والمصيبة إنو ما في حدا بشغّلهم. يمكن حضرتك ما معك خبر
إنو في قوانين بوزارة الشؤون الاجتماعية بتجبر أرباب العمل على تشغيل الشخص المعوق
جسدياً وعلى عدم استغلالو.
ليلى عالعكازات، عندها شلل أطفال، بتصرف على أخوتها
الأيتام، بتشتغل من سنين طويلة بإحدى المؤسسات، شغلتها مريحة بترد عالتلفون.
جابوا صبية حلوة بتتمايل عالهوا بلا عكازات، فطارت ليلى
من الشغل.
يوسف شاب عالكرسي النقال، ابن 24 سنة، متعلم وبيعرف
يشتغل عالكمبيوتر، بجرجر كرستو مسافة طويلة تحت الشمس وتحت الشتي، دواليب الكرسي
أكلوا شقفة من إيديه، والشارع أكل من إجريه، كرمال كم ألف بيقبضهم آخر الأسبوع من
شغلوا بمعمل أحذية وبحطهم ثمن أدوية بسبب رطوبة المعمل وريحة الجلود، ومعاليك
"الله يبعد عنك الشر" أكيد ما بتعرف إنو أصحاب هالحالات بيصير عندهم ضيقة
نفس وتعب بالرئتين بسبب عدم الحركة.
شو بدي خبرك لخبرك قديش هالناس بياخدوا دوا، وشو بيمرضوا
وشو بيحتاجوا علاج ورعاية، برغم انك مغنجهم وشايف خاطرهم ببطاقة إعاقة باسم
الوزارة. كل يوم ببلوها وبيشربوا ميتها قدام المستشفيات وعلى بواب الجمعيات، وهني
وعم يجرجروا حالهم على كرسي متنقل أو عكازات.
وشو بخبرك عن هالكراسي اللي ما بتسمح الوزارة للمعوق
حركياً إلا بكرسي كل خمس سنين حتى لو كرستو "خردة"، وهيّ أساساً ما
بتضاين شهور وما فيها أي مواصفات لراحة جسد الشخص المعوق..
يالله بلا ما وجعلك راسك.
في متل ليلى ويوسف مئات، بل آلاف المعوقين جسدياً، مش
قادرين يحصلوا على شغل وعلى لقمة شريفة حتى لو كانت مبللة بدموعهن ووجعهن. كمان في
أهالي عاجزين عن رعاية اولادهم المعوقين بظل ظروف معيشية سودا.
بتمنى على معاليك لما تكون بمكتب وزارتك وعم تشرب قهوة
أو نسكافيه أو عم تحكي عالتلفون، تتطلع منيح حواليك، لسبب بسيط، لتعرف إنت وين
وهالمطرح اللي انت فيه لشو خلق. وهالكرسي اللي قاعد عليها شو مهمتها ومسؤولياتها.
وإنو هيدي مش لنرتاح عليها كم ساعة ونروح نكمل راحة ببيتنا.
بتمنى عليك كمان تفتح جارور مكتبك بتلاقي قانون مكدس
عليه الغبرا، من وزير لوزير ما حدا انتبه يمسح عنوا شوية غبرا، ويقرا شو مكتوب
فيه، اسمو القانون 220.
مش منية منك ولا شفقة هيدا حق هالناس اللي عم بروحوا
لجمعيات لو كانت أساساً موجودة ما كنا شفنا شخص معوق بالشارع. بس على قولة
المتل: من هالك لمالك لقبّاض الرواح.
بعرف كلامي رح ينكد عليك ويثير أعصابك، ويمكن سخريتك، بس
خدني على قد عقلي وخبرني شو اسم وزارتك؟
لأنها ممكن تحمل أي اسم ما عدا شؤون اجتماعية وإنسانية.
والموقع ليس مسؤولا عن ذلك.