"نواقض المذهب التكفيري من القرآن والسنة" إبداعٌ جديد للكاتب الدكتور نسيب حطيط الكاتب: مريم شعيب
"نواقض المذهب
التكفيري
من القرآن والسنة"
إبداعٌ
جديد للكاتب
الدكتور نسيب حطيط
الكاتب: مريم شعيب
في
ظل موجات العنف التي تجتاح عالمنا العربي والإسلامي، والتي تهز الأمن وتزعزع
الاستقرار، وتشغل الأمة كلها بنفسها عن غيرها، وبهذا الهم العارض عن همومها الكبرى
المتأصّلة، نرى الحكام في حيرةٍ وقلق إزاء هذه الموجة وسياساتهم في التعامل معها
غير واضحة ولا مستقّرة. فهم تارةً يفسحون الصدر ويحاولون الفهم، ويفتحون أبواب
الحوار، وتاراتٍ أخرى يقابلون العنف بمثله أو أشدّ، ويدخلون في مواجهات حادّة
يملكون بدايتها ولكنهم لا يتحكّمون أبدًا في نهايتها. والأمة كلها في حيرةٍ وقلق
وخوف، وهي ترى نذر الشرّ تطلع عليها من كلّ جانب دون أن تعرف لها سببًا واضحًا،
ودون أن تملك الوسائل الفعّالة لاحتوائها والقضاء عليها، ثم ترى كلّ يومٍ أمنًا
يهتزّ، ودمًا يسيل، وعداواتٍ تزرع، وطاقةً تتبدّد في غير قضية. هذه المواقف قد
جسّدتها كتابات الدكتور نسيب حطيط من خلال تعمّقه في دراسة الفكر التكفيري والتطرّف
الديني ومعالجته للأمور المتعلّقة بهذا الجانب بأسلوبٍ متمكّن، حيث برع في ميدان الكتابة
الإسلامية لمواجهة مشاكل المجتمع، وهو الميدان الأثير إلى نفسه، والذي تمثّل فيه
بحقّ وهج تفكيره، وعمق تجربته مؤلفًا وكاتبًا ومحلّلاً سياسيًا، فخاض من أجله
الكثير من المعارك الفكرية، واضعًا الحدّ الفاصل بين معنى الدين الإسلامي في
عظمته، وبين المتاجرين بهذا الدين بأفكارهم التكفيرية المتطرّفة.
فقد
قدّم الدكتور حطيط في هذا المجال إنتاجًا غزيرًا، سواء في كتابه الأول
"السلفية التكفيرية" أو الثاني "نواقض المذهب التكفيري من القرآن
والسنة"، ولعلّنا لا نبالغ في القول إن في إسهام المؤلف في هذا الميدان مادة
خصبة تغرينا بالتأمل في هذه المحاولة القيّمة، حيث نختبر هذا الإسهام بعددٍ من التساؤلات
منها: هل أضافت جديدًا إلى تفكيرنا الإسلامي؟ وهل كانت متميّزة عمّا كتبه الكثيرون
في هذا المجال؟ وهل تضمّنت حقّا خلاصة تجربته الفكرية فيه؟
وللإجابة
على هذه التساؤلات وغيرها نؤكد أن المؤلف في اختياره لهذا النوع من الكتابات، قد
أدرك أنّ ذلك هو عمل فكري لا يقوم على تجارب حاضرة تهدم أخرى قديمة، أو برهان جديد
يهدم آخرَ قديمًا، بل هو أمرٌ قائمٌ على وقائع وأحداث ومواقف مفصّلة وموثقة.
وإن
كانت المادة في هذه الكتابات واحدة، فلا بدّ أن يكون في تناولها ما يميّز كاتبًا
عن آخر. فنراه اختار لنفسه هذا اللون الواقعي في التناول وهو لون يصبغ العمل ككل
بصبغة الإبداع.
لقد
فصّل الدكتور حطيط في كتابه السابق
(السلفية التكفيرية – الجذور والمنهج) الجذور التاريخية والعقائدية والسياسية
للمذهب التكفيري ومنهجه في الدعوة وسلوكيات الحوار عبر العنف والترهيب وبعض مفرداته وسلوكياته
السياسية والعقدية كحلقة أولى في سلسلة مقاومة التكفير والجهالة دفاعًا عن الإسلام
القرآني وعن الإنسان خليفة الله سبحانه على الإرض.
وقد
كشف في هذا الكتاب ضلال وانحراف روّاد المذهب التكفيري وتعدّيهم على حق الله
سبحانه ومشيئته في محاسبة خلقه وعباده، فانتحلوا صفة الحاكم الآمر والناهي في هذه
الدنيا وألغوا الرحمة الإلهية والشفاعة والمغفرة والتوبة والعدل الإلهي، لصالح
فتاويهم السطحية وغلوّهم وتشدّدهم، فجعلوا الناس أجمعين ضحايا إرهابهم حتى المصلين
في مساجدهم والآمنين في بيوتهم والأسوأ أنهم لم ينفروا يومًا ضدّ أعداء الإسلام
الذين وصفهم وحدّدهم النص القرآني، بل كانت ساحات جهادهم مقتصرة على مدن وقرى
ومساجد المصلين المسلمين وكنائس المسيحيين وغبرهم، ثم قالوا: "إنّ الله لم
يأمرنا بقتال إسرائيل" وحرّموا العمليات الانتحارية ضدّ المحتلّين الصهاينة
وأجازوها ضدّ المسلمين في سوريا والعراق ولبنان وأفغانستان وغيرها.
لذا
فقد اعتمد الكاتب في نقض أفكارهم وفتاويهم على القرآن والسنّة النبوية الشريفة
وعلى علماء وفقهاء المذاهب الأربعة من أهل السنة والجماعة حتى لا يترك لهم فرصة
الحماية وراء العصبية المذهبية ووثّق ما ردّده عليهم بالوثائق والصور والآيات
والأحاديث المذكورة في مراجع أهل السنّة دون سواها.
عمل
المؤلف جاهدًا في سبيل أن تكون كلمة الله هي العليا وكلمة الكافرين هي السفلى. فصدر
الكتاب في 237 ص، بطبعته الأولى، عن دار المحجة البيضاء، وتمّ توقيعه مساء الجمعة 16 أيلول 2016 في قصر الأونسكو بحضور حشد من الشخصيات الرسمية والأهل والأصدقاء.
"نواقض المذهب التكفيري من القرآن والسنة" إبداعٌ جديد للكاتب الدكتور نسيب حطيط الكاتب: مريم شعيب
"نواقض المذهب
التكفيري
من القرآن والسنة"
إبداعٌ
جديد للكاتب
الدكتور نسيب حطيط
الكاتب: مريم شعيب
في
ظل موجات العنف التي تجتاح عالمنا العربي والإسلامي، والتي تهز الأمن وتزعزع
الاستقرار، وتشغل الأمة كلها بنفسها عن غيرها، وبهذا الهم العارض عن همومها الكبرى
المتأصّلة، نرى الحكام في حيرةٍ وقلق إزاء هذه الموجة وسياساتهم في التعامل معها
غير واضحة ولا مستقّرة. فهم تارةً يفسحون الصدر ويحاولون الفهم، ويفتحون أبواب
الحوار، وتاراتٍ أخرى يقابلون العنف بمثله أو أشدّ، ويدخلون في مواجهات حادّة
يملكون بدايتها ولكنهم لا يتحكّمون أبدًا في نهايتها. والأمة كلها في حيرةٍ وقلق
وخوف، وهي ترى نذر الشرّ تطلع عليها من كلّ جانب دون أن تعرف لها سببًا واضحًا،
ودون أن تملك الوسائل الفعّالة لاحتوائها والقضاء عليها، ثم ترى كلّ يومٍ أمنًا
يهتزّ، ودمًا يسيل، وعداواتٍ تزرع، وطاقةً تتبدّد في غير قضية. هذه المواقف قد
جسّدتها كتابات الدكتور نسيب حطيط من خلال تعمّقه في دراسة الفكر التكفيري والتطرّف
الديني ومعالجته للأمور المتعلّقة بهذا الجانب بأسلوبٍ متمكّن، حيث برع في ميدان الكتابة
الإسلامية لمواجهة مشاكل المجتمع، وهو الميدان الأثير إلى نفسه، والذي تمثّل فيه
بحقّ وهج تفكيره، وعمق تجربته مؤلفًا وكاتبًا ومحلّلاً سياسيًا، فخاض من أجله
الكثير من المعارك الفكرية، واضعًا الحدّ الفاصل بين معنى الدين الإسلامي في
عظمته، وبين المتاجرين بهذا الدين بأفكارهم التكفيرية المتطرّفة.
فقد
قدّم الدكتور حطيط في هذا المجال إنتاجًا غزيرًا، سواء في كتابه الأول
"السلفية التكفيرية" أو الثاني "نواقض المذهب التكفيري من القرآن
والسنة"، ولعلّنا لا نبالغ في القول إن في إسهام المؤلف في هذا الميدان مادة
خصبة تغرينا بالتأمل في هذه المحاولة القيّمة، حيث نختبر هذا الإسهام بعددٍ من التساؤلات
منها: هل أضافت جديدًا إلى تفكيرنا الإسلامي؟ وهل كانت متميّزة عمّا كتبه الكثيرون
في هذا المجال؟ وهل تضمّنت حقّا خلاصة تجربته الفكرية فيه؟
وللإجابة
على هذه التساؤلات وغيرها نؤكد أن المؤلف في اختياره لهذا النوع من الكتابات، قد
أدرك أنّ ذلك هو عمل فكري لا يقوم على تجارب حاضرة تهدم أخرى قديمة، أو برهان جديد
يهدم آخرَ قديمًا، بل هو أمرٌ قائمٌ على وقائع وأحداث ومواقف مفصّلة وموثقة.
وإن
كانت المادة في هذه الكتابات واحدة، فلا بدّ أن يكون في تناولها ما يميّز كاتبًا
عن آخر. فنراه اختار لنفسه هذا اللون الواقعي في التناول وهو لون يصبغ العمل ككل
بصبغة الإبداع.
لقد
فصّل الدكتور حطيط في كتابه السابق
(السلفية التكفيرية – الجذور والمنهج) الجذور التاريخية والعقائدية والسياسية
للمذهب التكفيري ومنهجه في الدعوة وسلوكيات الحوار عبر العنف والترهيب وبعض مفرداته وسلوكياته
السياسية والعقدية كحلقة أولى في سلسلة مقاومة التكفير والجهالة دفاعًا عن الإسلام
القرآني وعن الإنسان خليفة الله سبحانه على الإرض.
وقد
كشف في هذا الكتاب ضلال وانحراف روّاد المذهب التكفيري وتعدّيهم على حق الله
سبحانه ومشيئته في محاسبة خلقه وعباده، فانتحلوا صفة الحاكم الآمر والناهي في هذه
الدنيا وألغوا الرحمة الإلهية والشفاعة والمغفرة والتوبة والعدل الإلهي، لصالح
فتاويهم السطحية وغلوّهم وتشدّدهم، فجعلوا الناس أجمعين ضحايا إرهابهم حتى المصلين
في مساجدهم والآمنين في بيوتهم والأسوأ أنهم لم ينفروا يومًا ضدّ أعداء الإسلام
الذين وصفهم وحدّدهم النص القرآني، بل كانت ساحات جهادهم مقتصرة على مدن وقرى
ومساجد المصلين المسلمين وكنائس المسيحيين وغبرهم، ثم قالوا: "إنّ الله لم
يأمرنا بقتال إسرائيل" وحرّموا العمليات الانتحارية ضدّ المحتلّين الصهاينة
وأجازوها ضدّ المسلمين في سوريا والعراق ولبنان وأفغانستان وغيرها.
لذا
فقد اعتمد الكاتب في نقض أفكارهم وفتاويهم على القرآن والسنّة النبوية الشريفة
وعلى علماء وفقهاء المذاهب الأربعة من أهل السنة والجماعة حتى لا يترك لهم فرصة
الحماية وراء العصبية المذهبية ووثّق ما ردّده عليهم بالوثائق والصور والآيات
والأحاديث المذكورة في مراجع أهل السنّة دون سواها.
عمل
المؤلف جاهدًا في سبيل أن تكون كلمة الله هي العليا وكلمة الكافرين هي السفلى. فصدر
الكتاب في 237 ص، بطبعته الأولى، عن دار المحجة البيضاء، وتمّ توقيعه مساء الجمعة 16 أيلول 2016 في قصر الأونسكو بحضور حشد من الشخصيات الرسمية والأهل والأصدقاء.
والموقع ليس مسؤولا عن ذلك.