أنا
سعيدة
الفارق
قلب
الكاتب: جيهان دايخ
رغم كل ماَسي العالم ...
أنا سعيدة...
فلست من يسفك دماءً... ولست من يظلم
بريئاً!... ولست من ينهب أموالاً... ولا من يرتكب الجريمة... ولا من يقبل رشوة..
ولساني لا يُسقط الكلمات سهواً... وليس لي بتجارة الممنوع... وليس لي ضميراّ
موجوع...
أنا لا أفضح الأعراض... ولا أستهوي السير
فوق الأنقاض... فوق الجثث والأشلاء وماضيّ ليس ملطخاَ بالدماء... ولم أقم بعمري
بكسر خاطر يتيم... وأنا أحضّ على طعام المسكين! ولم أتبادل لبداّ أطراف حديث
عقيم... مع أي شخص عقيم...
لم أتعامل أبداّ مع الناس بأسلوب سقيم...
ولست من يحفر الحفر للناس... ولا أستسلم لوسوسة الخناس... ولا أبيع كرامتي بأبخس
الأثمان... ولا أتذمّر من الفقر أو الحرمان... ولم أضلّل يوماّ أحداّ من البشر...
ولم أستبدل قلبي بقطعة حجر... فأنا أغفو على وسادتي بدفء ضميري المرتاح...
ألم أقل لكم أني سعيدة؟؟؟
لكنك يا صاحبي، عكس كل ما رويت... فحوارك
مراوغة... وضميرك ميت... وأنت مثالٌ حيٌّ للقبح والدناءة...
فلا تدعي البراءة.
يا آكلاً مالاً حراماً... يا مدمّر الأخلاق
لكن منمق الكلام... فقد اعتدت أن تجبل لقمتك بالحرام... حتى أنك مع الحلال
على خصام...
قناعك سقط... واستطعتُ بحدقةٍ أن أميزَ
ألوان وجوهك الكثيرة... ودعني أخبرك.. كل وجوهك قبيحة.. كقباحة قلبك... ومهما
حاولت أن تنظفها.. ستبقى اّثار الدماء التى سفكتها واضحة على معالمها فكل
روح صعدت إلى السماء بما كسبت يداك، حفرت خطًّا عميقاّ في إحدى وجنتيك..
فبالله عليك ..كفاك تمثيلاً عليه.. كفاك
حديثًا عن القيم العالية، كفاك كذبًا على الخلق... كفاك النظر بعين
الكبرياء... لأن كبرياءك... ليس إلا "كبرٌ" في
ال"رياء"!!!
والموقع ليس مسؤولا عن ذلك.