إلى أمي
إلى
روح الكون
في "عيد الأم"
كلمات: جعفر عقيل
قالَ أحدُ الحكماءِ... تبدأُ
تربيةُ الطفلِ قبلَ ولادتِهِ بعشرينَ عاماً... لماذا وكيفَ يكونُ ذلك، عقلاً
ومنطقاً؟!
إنها الامُ... تصنعُ
المستقبلَ بلام الأملِ الذي يُشرقُ في القلوبِ الندية فتكبرُ وتتألقُ على عينها وهي
تذوب عطاءً في ذاتِ هذه القلوبِ حباً
وتحناناً وخُلقاً وعلماً.
وعلى هذهِ الطريقِ
الطويلةِ المعبدةِ بالألمِ تسابقُ الأحلامَ
لتبنيَ بشقَائِها ونصبها بيوتَ الراحةِ والطمأنينةِ لفلذاتِ الكبدِ فتأنسَ روحاً
وتطمئنَ نفساً... وفي الطريقِ وعورةُ المسلكِ تكابدُها بوجعِ المنزلِ ومعاناة
العملِ وتظلُ كوردةٍ تفوحُ عِطرًا وتفيضُ عبيرًا رغمَ الجراح...
أيُّ عالمٍ هي هذه التي
تُشرقُ كالشمسِ لتنشرَ الدفءَ في الأرجاء وكالقمرِ تسامِرُ أطفالها كنجومِ الليلِ،
لا وجودَ للراحةِ في قاموسِها المحيطِ بالدنيا وما فيها، لا يومَ واحدًا لها، بل
هي الزمنُ كلُّهُ والأيامُ كلُّها والسنونُ كلُها، أرادوهُ يوماً ليمنوا عليها
إكرامَهم وتقديرهم، وما عرَفوا أنها كرامةُ الحياةِ وعنفوانُ النفوسِ وإباء
الهامات، قالوا وقالوا وقالوا وما قرأوا إلاَّ بِضعةَ حروفٍ في كتابها الذي لا
حدودَ ولا إنتهاء لفهارسِه اللامعدودة.
لقد زادَها الألمُ تألقاً في
مسيرةِ الكواكبِ السيارةِ التي لا تهدأُ ولا تستكين... وبغير ذلك هي مجردُ بشرٍ
معدودٍ بواحدٍ محدود بعدد.
ولذلك فإن كان للحياة طعمٌ
فهي طعمهُ وإن كان للكونِ جمالُ المنظرِ وروعةُ المشهدِ فهي الجمالُ كلّهُ تضفيهِ
عليه من لطافتها، من أنوثتها، من حنانها، ورقتها ونغمِ موسيقاها الساحرة.
طوعاً لإرادة الذين أعلنوهُ
عيداً وكلُّ الأيامِ أعيادُها نتسللُ إلى عميقِ فؤادِها الشاسعِ في مدى مساحةِ الأرضِ
والسماءِ لنستعيرَ بعضاً من حبٍّ وبعضاً من حنانٍ وبعضاً من جمال فنسكبها حبراً وألواناً
في ريشةِ مبدعٍ ليخطها لوحة بلا نظير ويرسمها صورةً بلا مثيل، كلٌّ العيونِ تجحظُ
في حضرةِ الروعةِ والإبداع... وكلُّ العقول تُذهلها المعاني والفِكرُ الموحيةُ من
لدن الوحي...
لا تليقُ الهديةُ هذه
المأخوذةُ عنوةَ عشقٍ وهيامٍ إلا بك أُماه .. لا شعرًا قلتُ ولا نثرًا كتبتُ... هي
رذاذٌ من نبعكِ الفياضِ منك وإليكِ، أخذتُها منهُ وأعيدُها إليك فلا منةَ ولا جميل
وأنتِ المنةُ وأنتِ الجمالُ... دعيني أُقبّلُ أعتابَ البيوتِ الممهورةِ بقدميكِ
أماه... وتلكَ الرمالُ المنثورةُ في ساحاتِ الخيرِ وذلك الترابُ المقدسُ براحتيك،
حذارِ أن تطلقي ذرّاتِ حباتهما في الهواءِ لأنها ستترُكنا وتغادرنا إلى السماءِ
ونبقى أُسارىَ الوجدِ والعذابِ، وتموتُ الأرضُ ويفنى الكونُ لأنكِ سرُّ الحياةِ
وسِرُّ البقاء.
ولأنَّ الطفولةَ بيتُ شعرٍ
في ديوانكِ الكبير سنتلوهُ نغمَ وترٍ بلحنٍ في سمفونيةٍ طويلةٍ هي أنتِ حيثُ
ينتظرُ الملهمون والعاشقون والولهونُ يصيخونَ السمعَ إلى كلِّ ألحانِ الرومانسيةِ
وابداعاتِ الروحِ...
أماه.. يا روح الكون سلامٌ
عليكِ "ويسألونكَ عن الروحِ قلِّ
الروحُ من أمرِ ربي وما أوتيتم منِ العلم إلا قليلاً".
إلى أمي إلى روح الكون في عيد الأم
إلى أمي
إلى
روح الكون
في "عيد الأم"
كلمات: جعفر عقيل
قالَ أحدُ الحكماءِ... تبدأُ
تربيةُ الطفلِ قبلَ ولادتِهِ بعشرينَ عاماً... لماذا وكيفَ يكونُ ذلك، عقلاً
ومنطقاً؟!
إنها الامُ... تصنعُ
المستقبلَ بلام الأملِ الذي يُشرقُ في القلوبِ الندية فتكبرُ وتتألقُ على عينها وهي
تذوب عطاءً في ذاتِ هذه القلوبِ حباً
وتحناناً وخُلقاً وعلماً.
وعلى هذهِ الطريقِ
الطويلةِ المعبدةِ بالألمِ تسابقُ الأحلامَ
لتبنيَ بشقَائِها ونصبها بيوتَ الراحةِ والطمأنينةِ لفلذاتِ الكبدِ فتأنسَ روحاً
وتطمئنَ نفساً... وفي الطريقِ وعورةُ المسلكِ تكابدُها بوجعِ المنزلِ ومعاناة
العملِ وتظلُ كوردةٍ تفوحُ عِطرًا وتفيضُ عبيرًا رغمَ الجراح...
أيُّ عالمٍ هي هذه التي
تُشرقُ كالشمسِ لتنشرَ الدفءَ في الأرجاء وكالقمرِ تسامِرُ أطفالها كنجومِ الليلِ،
لا وجودَ للراحةِ في قاموسِها المحيطِ بالدنيا وما فيها، لا يومَ واحدًا لها، بل
هي الزمنُ كلُّهُ والأيامُ كلُّها والسنونُ كلُها، أرادوهُ يوماً ليمنوا عليها
إكرامَهم وتقديرهم، وما عرَفوا أنها كرامةُ الحياةِ وعنفوانُ النفوسِ وإباء
الهامات، قالوا وقالوا وقالوا وما قرأوا إلاَّ بِضعةَ حروفٍ في كتابها الذي لا
حدودَ ولا إنتهاء لفهارسِه اللامعدودة.
لقد زادَها الألمُ تألقاً في
مسيرةِ الكواكبِ السيارةِ التي لا تهدأُ ولا تستكين... وبغير ذلك هي مجردُ بشرٍ
معدودٍ بواحدٍ محدود بعدد.
ولذلك فإن كان للحياة طعمٌ
فهي طعمهُ وإن كان للكونِ جمالُ المنظرِ وروعةُ المشهدِ فهي الجمالُ كلّهُ تضفيهِ
عليه من لطافتها، من أنوثتها، من حنانها، ورقتها ونغمِ موسيقاها الساحرة.
طوعاً لإرادة الذين أعلنوهُ
عيداً وكلُّ الأيامِ أعيادُها نتسللُ إلى عميقِ فؤادِها الشاسعِ في مدى مساحةِ الأرضِ
والسماءِ لنستعيرَ بعضاً من حبٍّ وبعضاً من حنانٍ وبعضاً من جمال فنسكبها حبراً وألواناً
في ريشةِ مبدعٍ ليخطها لوحة بلا نظير ويرسمها صورةً بلا مثيل، كلٌّ العيونِ تجحظُ
في حضرةِ الروعةِ والإبداع... وكلُّ العقول تُذهلها المعاني والفِكرُ الموحيةُ من
لدن الوحي...
لا تليقُ الهديةُ هذه
المأخوذةُ عنوةَ عشقٍ وهيامٍ إلا بك أُماه .. لا شعرًا قلتُ ولا نثرًا كتبتُ... هي
رذاذٌ من نبعكِ الفياضِ منك وإليكِ، أخذتُها منهُ وأعيدُها إليك فلا منةَ ولا جميل
وأنتِ المنةُ وأنتِ الجمالُ... دعيني أُقبّلُ أعتابَ البيوتِ الممهورةِ بقدميكِ
أماه... وتلكَ الرمالُ المنثورةُ في ساحاتِ الخيرِ وذلك الترابُ المقدسُ براحتيك،
حذارِ أن تطلقي ذرّاتِ حباتهما في الهواءِ لأنها ستترُكنا وتغادرنا إلى السماءِ
ونبقى أُسارىَ الوجدِ والعذابِ، وتموتُ الأرضُ ويفنى الكونُ لأنكِ سرُّ الحياةِ
وسِرُّ البقاء.
ولأنَّ الطفولةَ بيتُ شعرٍ
في ديوانكِ الكبير سنتلوهُ نغمَ وترٍ بلحنٍ في سمفونيةٍ طويلةٍ هي أنتِ حيثُ
ينتظرُ الملهمون والعاشقون والولهونُ يصيخونَ السمعَ إلى كلِّ ألحانِ الرومانسيةِ
وابداعاتِ الروحِ...
أماه.. يا روح الكون سلامٌ
عليكِ "ويسألونكَ عن الروحِ قلِّ
الروحُ من أمرِ ربي وما أوتيتم منِ العلم إلا قليلاً".
والموقع ليس مسؤولا عن ذلك.