الاحتفال بعيد الأم

أهميته، أثره، هديته

الكاتب: حنان حمّود

منذ القدم قدّس الإنسان البدائي المرأة وجعل لها رموزًا وأسس عبادة فجسّدها بتماثيل ورسوم وجعلها شفيعة الولادة والخصوبة وأقام لها الأعياد، فكيف لا نجعل للأم  في عصرنا عيدًا يكون بمثابةَ تمجيدٍ لتضحياتٍ قدّمتها في سبيلِ تربية أجيال صالحة منهم من يحمي الوطن، منهم من يبتكر العلاج، منهم من يفني  نفسه  من أجل بقاء الغير. لا يُختصر  العيد بهديةٍ فحسب، وإنما جاء كإحياء لدور لا تكفيه أيام السنة، لتشعر الأم بأنها تشهد حبًا جهدت في غرسه، فنالت ما عملت لأجله.

وفي جولةٍ استطلاعية ل "أبعاد"  للوقوف على فرحةِ الناس بعيد الأم وكيفية احتفالهم به، استخلصنا جملةَ آراء، إليكم بعضها:

• قارنت غادة نزّال فرحة العيد اليوم بما كانت عليه قديمًا من مظاهر البهجة والاهتمام، شارحةً كيف كانت توفّر مصروفها البسيط قبل شهر تقريبًا لتشتري ما يحلو لها من شيءٍ بسيطٍ ومعبر، يسعد الأم ويشعرها بالعظمة لمجرد التفاتة أطفالها لها مرةً في العام مقابل ما تقدّمه خلاله. تغيّرت الظروف وكبرت قيمة الهدية التي بدأت وكأنها تحاول شراء رضى الوالدة، إلاّ أن الأم المرهقة والمتعبة نفسيًا من انقطاع أولادها عنها لانشغالهم بإرادتهم بأمور الحياة، تكفيها كلمة حب تملأ قلبها سعادة وفرحة وهناء. تسعد لسعادتهم واجتماعهم حولها في هذا اليوم، وقبل العيد بأيامٍ تقسم علينا عدم شراء الهدايا والاكتفاء بجمعة لغداء عائلي. فبينما نكون نحن منشغلين باختيار الهدية تكون هي منشغلة، بمراقبةِ الوقت وانتظار دخولنا مبتسمين في وجهها، هامسين بكلمة "كل سنة وإنت بخير يا ماما". لكل الأمهات أقول كل عام وأنتنّ بألف خير.

• وصفت عايدة موسى شعورها بعيد الأم عن طريق علاقتها بأبنائها الأربع شارحةً ما تحسّه تجاه أمها بقولها: أنا أم لأربع شباب أحبهم جدًا وأتّصف بالحنان الزائد، وهذا ما ورثته عن أمي الصالحة الحنونة. أنتظر هذا اليوم بفارغ الصبر رغم أني أحسّ به كلَّ يومٍ من خلال معاملة أبنائي لي واهتمامهم بي، يقدّرون جدًا ما عانيته وما أحتاجه من الحب والإحساس. ألله أنعم عليّ بهم وأشكره على هذه النعمة وأبارك لكل الأبناء الذين يقدّرون أمهاتهم ويهتمون بهذه المناسبة وبغيرها من الأيّام لتعويض أمهاتهم عن جزءٍ من الحنان الذي قدّمنه لهم، وأدعو اللهَ أن يحميهم برعايته ويحفظهم لأمهاتهم، وأبارك لكل الأمهات عيدهنّ، داعيةً الله أن يمنّ عليهن بأبناء صالحين كأبنائي يفتخرون بهم دومًا، وأدعو بطول العمر والتوفيق لكل أم عانت وقدّمت وصبرت في وجه المتاعب والمِحَن، كأمي ومن مثلها، وها أنا اليوم أمٌ في الواحدة والخمسين من عمري، فرحة بقدوم العيد لاهتمام أبنائي بي، لكني أيضًا حزينة لبعدِ أمي عني في هذه المناسبة بداعي سفرها، فمهما كبرنا وتقدّمنا بالعمر نبقى بحاجة لعطف وحنان أمهاتنا، "فالدنيا أم"، وأشكركِ على الشعور الذي سمحت لي الإفاضة به عبر منبرِ مجلة "أبعاد"، وفقكم الله بالنجاح والاستمرار وأحاطكم برضى ومحبة أمهاتكم جميعًا.

·       وأكدت أليسار سليم أنه لا توجد هدية تفي الأم حقها لأن عطاءاتها

ليس لها حدود، وأعترف بأني ما عرفت تقديرًا لدور الأم إلا حينما أصبحت أمًا ومارست الدور ذاته، شعرت بتعبها وتضحيتها من أجلنا، فمهما قدمت لها فهو قليل، رغم  أنها تكتفي برؤيتي وإخوتي حولها سعداء، أبارك لها عيدها وأتمنى من الله أن يعطيها الصحة والعافية وأن يعيد هذا اليوم وكل يوم عليها وعلى جميع الأمهات بالخير والعافية. 

·       كما أضافت إيفانا علوية أن أعظم مخلوقٍ في الوجود هو الأم، لأنه

الوحيدة التي تعطي دون مقابل وعلى اختلاف الطلبات اللامتناهية لأولادها لا تكلّ، لا تملّ، لا تجف عاطفةً ولا تستكين حبًا.

• أما زينب بيضون: فهي تقدّس هذا اليوم عيدًا خاصًا لأمها، عبّرت عن ذلك قائلةً: أفضّله وأهتم به أكثر من عيد مولدها الذي يأتي بعده بيومين، لما ينبني عليه هذا العيد من الاحترام والتقدير لما قدّمته لنا من محبةٍ ورعايةٍ واهتمام. وتختلف الهدية باختلاف الميزانية فمرةً تكون باهظة الثمن كالذهب والحلي، ومرةً حلوى وباقة من الورود. ومع هذا التفاوت والاختلاف لا تتغير فرحة العيد، تبقى المحبة تسودها بقيمة المناسبة العظيمة التي هي رمز لهذا الحب الذي لا تختصره كل أيام العمر. فهي سبب وجودنا ونجاحنا وتألّقنا، وما تطلبه دومًا منا كهديّةٍ في عيدها هو نجاحنا وتفوّقنا لتحقّقَ حلمها فينا، ونحن على أبوابِ فصل الربيع فصل الحب والجمال والورود، حيث يتزامن أولُه مع عيد الأم أجمل الأعياد، لا يسعني سوى أن أدعو لأمي أجمل وردةٍ في ربيع عمري، بالصحة والسعادة وطول العمر، هي فرحة الحياة، ونورها في الظلام، هي كنزٌ يختزن أسرارنا ولا يفيضُ إلا عطفًا وحبًا وحنان. لها أقول كل عام وأنتِ أجمل الأمهات، وعيد ميلاد سعيد، وللأمهات جميعًا أقول كل عام وأنتنّ بخير.

• من جهتها رأت عبير عبد الكريم سحمراني: أن لعيد الأم له طابع جميل ورائع فيه الجَمعة الطيبة بالأبناء، ولا يخفى ما لذلك من تأثير على قلوب الأمهات. في هذا اليوم أنتظر ما يحضره إبني الصغير من رسمةٍ رسمها في المدرسة أو قصيدةٍ حفظها، كاتبًا جنبها "أحبكِ أمي" ووردة من إبني الأكبر أو ابنتيَّ الأكبر كفيلة بالتعبير عما أحتاجه منهم من الحب والامتنان، ما يعطيني دفعًا أكبر للعطاء الأكثر. وأوجه دعائي لأمي متمنيةً لها الخير والصحة شاكرةً إياها لما قدّمته لي كي أكون أمًا صالحة لأبنائي. أمدّ الله في عمرها وأبقاها تاجًأ على رؤوسنا وجعل كل أيامها عيدًا مزيّنًا بالفرح والهناء.  

• أما أحمد خليفة فيقول: لكل منا حياته إذ أصبحت مشاغل الحياة كبيرة ولكن كل هذه المشاغل بكفة وأمي بكفةٍ أخرى، فهي كل الحياة بالنسبة لي. لها كل تقديري واحترامي وفي عيد الأم بالأخص أتفرغ لأكون معها طوال اليوم، فهو يوم أمي وليس هذا اليوم فقط بل كل يوم لكنه له ميزة الاجتماع في وقت واحد مع العائلة بأكملها. أقدّم لها ما استطعت، دون تحديد الهديه، فهي غاليه ولها الغالي يصبح رخيصًا، فضلاً عن باقة الأزهار، والاجتماع للعشاء العائلي في مكانٍ مناسب، حيث أني أعشق نظرة أمي عندما ترى أبناءها وأحفادها بجانبها، فالحب الذي بقلبها لا يسعه الكون.

 • وعبّرت سهى حمّود قائلةً: أمي مدرستي، هي الابتسامة وقت الفرح، والتعزية عند الحزن، والرجاء في اليأس، والقوة عند الضعف. مهما قدّمنا لها لا نستطيعَ أن نردّ جميلها وفضلها علينا، هي سببُ وجودنا في هذه الحياة، وحبها سببُ استمرارنا.

·       أما مريانا كمال: فختمت فحرحةً بكمٍ من الأمهات اللواتي تحتفل

بهنّ، "في هذا اليوم أحتفل بأمي وجدتي وخالتي وأختي الكبرى ومديرتي وكل من منحتني حبًا وعاطفةً في أي موقف في الحياة، أعطتني من خلاله قوةً، كانت بالنسبة لي بمثابة أم ولها حق وعلي واجب تقديرها".