الصاروخ اليمني..
إلى أين؟
الكاتب: علي قازان - طهران
بعيدًا
عن رسائل وأهمية ودلالات إطلاق الصاروخ البالستي من اليمن على الرياض، والذي يؤكد
دون أدنى شك عن فشل العدوان على اليمن من جهة، ويؤكد صمود وثبات اليمنيين وقدرتهم
على المواجهة من جهة اخرى، أتوقف قليلاً عند التوقيت لما فيه من حساسيّة المستهدَف
والذي أثبت أن المعركه في اليمن وحساباتها ومعادلاتها أصبحت أبعد من اليمن وأكبر
من الحوثيين وأن الصراع سيأخذ شكلاً مختلفًا عمّا هو عليه في هذه المرحله... كُلٌ
يحاول أن يقلب الدفّة لصالحه ويبرّر خطواته ولكن في نهاية المطاف هل ما يجري هو
لمصلحة اليمن فعلاً أم على حساب اليمن؟
أمّا
لماذا التركيز على التوقيت؟
الصاروخ
إن أصاب هدفه أم لم يصبه، فهو تزامن مع اجتماع موسّع لقادة سعوديين وهذا يؤكد أنّ
النزاع وبعد حسم العديد من ساحات المعركة في المنطقة، بات النزاع اليوم وجهته
وحلبته اليمن وباتت المعركة أكبر من حجم اليمن لأن توقيت الاستهداف يحتاج إلى جهد
استخباراتي عالي المستوى وليس مرتبطًا بجهة داخلية معينة فقط وهذا الأمر ينذر
اليوم بارتفاع نذر الحرب واستعارها في اليمن وتصفية الحسابات على ساحتها...
كذلك
أتى هذا الاستهداف بعد اتهام إيران بأن الصاروخ الذي أُطلق على الرياض مؤخرًا هو إيراني
الصنع وبات هذا الأمر أن يتحول إلى مواجهة دولية... ليثبت أنّ الزناد يمنية حوثية
بامتياز وبأن قدراتهم الذاتية هي محطّ الأنظار وصاحبة القرار رغم ما تستحوذه من
دعم بشتى المجالات بغض النظر إن كانت معلنة أو غير معلنة.
وهنا
لا يمكن الفصل ما بين هذين التوقيتين، لأن التوقيت يدل على أن اليمن إلتحق أو في
طريق التحاقه بمحور المقاومة وإن لم نسمع هذا الكلام اليوم فسنسمعه غداً من رأس
هذا المحور، وهذا الأمر الذي يقلق السعودية التي تحاول عدم فقدان السيطره على
اليمن وستحاول مواجهة إيران بشتى الوسائل لأن الرياض تدرك تمامًا ما معنى فقدان
ورقة اليمن من يديها وخروجها من تحت عباءتها...
فهل
الخيار الصاروخي بات خياراً استراتيجياً وضابط ايقاع المعركة في اليمن وسينجح بقلبِ
موازينها، وبالتالي تستحوذ حركة أنصار الله على الساحة اليمنية ولا شك بالشراكة مع
بعض القوى اليمنيه؟
أم
سيكون الباب مفتوحًا أمام تسوياتٍ للخروج بأقل الخسائر الممكنة بعد ألف يومٍ من
العدوان يكون لأنصار الله دور فيها؟
أو
ستكون المراهنة سعوديًا على تحرك دولي ضد اليمن تحت مسوّغات ومبررات عدة وعلى
صراعات داخلية؟
في المحصّلة وبعيداً عن المعادلات القادمة، لا يمكن عزل اليمن عن محيطه الخارجي وعن الصراعات الخارجية ولا يمكن لأحد في اليمن أن يقول بأنه لم يعد مرتبطًا بجهة على حساب أخرى... ولكن الأيام كفيلة بأن تثبت قولاً وفعلاً من يعمل لمصلحة اليمن واليمنيين بعيداً عن الشعارات التي أثقلت كاهل الشعب.
والموقع ليس مسؤولا عن ذلك.