
العلاقة بين مرض السكري وأمراض
القلب
2
الإختلاطات والتعقيدات
التي يسببها السكري
أعرإضه
العوامل المسببة في
الإصابات القلبية
الأهداف الأساسية للعلاج
الكاتب: د. طلال
حمّود
الاختلاطات
والتعقيدات التي يسببها السكري:
إن أهم الاختلاطات التي نراها عند مرضى السكري من
النوع الثاني والتي تنتج عادة عن ارتفاع السكر المزمن في الدم، وارتفاع الضغط
الشرياني والدهنيات في الدم، ومقاومة
الأنسولين تؤدي إلى إصابات متعددة تجعل من
مرض السكري السبب الأول لفقدان
النظر عند البالغين العاملين، والسبب الأول لحالات القصور الكلوي المتقدم والسبب
الأول لحالات بتر الأطراف الغير ناتجة عن حوادث أو اصطدامات، كما أنه يزيد من
مرتين إلى أربع مرات حالات الوفيات الناتجة عن مشاكل قلبية أو وعائية أو عن جلطات
دماغية مقارنة مع غير المصابين بمرض السكري وهي ناتجة عن إصابات:
A- الشرايين الكبيرة في مختلف أنحاء الجسم (Macrovasculopathies) ومن اهمها شرايين
الدماغ حيث تؤدي إلى جلطات دماغية دائمة أو مؤقته وإلى مرض تصلب الشرايين التاجية
للقلب حيث تؤدي إلى الإصابة بالذبحات القلبية والإضرار بعضلة القلب، ما قد يؤدي
لاحقًا إلى قصور في عضلة القلب، وكذلك في شرايين الأطراف حيث يؤدي المرض إلى
إصابات متنوعة قد تؤدي إلى بتر الأطراف
في الحالات المتقدمة.
B- الشعيرات الشريانية في مختلف أنحاء الجسم (Microvaculoapthies) حيث تؤدي إلى إصابات قد تصيب العين وتؤدي إلى
مشاكل متنوعة في الشبكية وتزيد من الإصابات في الماء الزرقاء والماء السوداء وتصيب
أيضا الكلى وتؤدي إلى أضرار متنوعة فيها قد تتراوح خطورتها بين إدرار البروتينات
في البول إلى الإصابة بالقصور الكلوي بدرجاته المختلفة التي قد تصل إلى درجة
متقدمة مع الحاجة إلى غسيل الكلى أو إلى زراعة كلية من أجل البقاء على قيد الحياة.
وقد تصيب أيضا هذه المشاكل الشعيرات الشريانية الموجودة في شرايين الأعصاب وتؤدي
إلى مشاكل عصبية متنوعة وآلام شديدة في مختلف أعصاب الجسم. وهذه الإصابات العصبية
تفاقم من حالات بتر الساقين بسبب صعوبة إلتئام الجروح وفقدان الأحساس في الساقين.
العوامل التي تسبب
في زيادة خطر الإصابات القلبية:
هي متعددة ولها علاقة بشكل
وثيق بمقاومة الأنسولين وهذا ما يؤدي إلى زيادة نسبة السكر في الدم وإلى إرتفاع
الضغط الشرياني وإرتفاع الدهنيات في الدم وكذلك هنالك دور للعوامل الأخرى المتعددة
التي نراها عند مرضى السكري مثل تغييرات إستقلاب الدهنيات في الدم وظهور دهنيات
أكثر خطورة وأكثر قابلية على تسبب مرض تصلب الشرايين، زيادة عوامل تجلط وتخثر الدم
وزيادة مؤشرات الإلتهابات في الجسم إضافة إلى أن مرضى السكري يتأثرون أكثر من
غيرهم بعوامل الخطورة الأخرى المسببة لأمراض القلب والشرايين مثل إرتفاع الضغط
الشرياني وقلة الحركة والبدانة التي نعلم أن نسبتها أكبر عند هؤلاء المرضى ونضيف
إليها العوامل الأخرى مثل التدخين والعوامل الوراثية والتقدم بالسن والجنس الذكري
والتي نعرف أنها أيضا تزيد من مرض تصلب الشرايين.
مراقبة السكري:
وهذا ما يمكن القيام به إما عبر قياس فحص السكر اليومي بعد أخذ نقطة دم من دم من الإصبع Test strip على الريق او بعد تناول الطعام مرة او اكثر في النهار
والليل او عند الإحساس بأعراض هبوط السكر في الدم. وهناك ايضا فحص تخزين السكرفي الدم HbA1C الذي يعطي فكرة تقريبية عن مراقبة السكري في
الإشهرالثلاثة الماضية والذي يجب أن يفحصه
المريض في فترات تتراوح بين 6-3 أشهر لكي
نتابع حالة المريض وتعديل العلاج الدوائي. وقد أظهرت الدراسات أنه أذا كان هذا
الفحص أقل من %7 فإن ذلك يخفف بشكل كبير
كل التعقيدات التي تصيب الشرايين الصغيرة (العين-الكلى-الأعصاب) وأما من ناحية التعقيدات
التي تصيب الشرايين الكبيرة (القلب-الدماغ-الأطراف) فليس هناك معطيات علمية ثابتة
بالنسبة لهذا الفحص.
أعرإض
القاتل الصامت:
في البداية لا بد من
الاشارة إلى أن مرض السكري يعرف بالقاتل الصامت بسبب عدم وضوخ العوارض التي يشكو
منها المريض, حيث يكتشف مرض نشاف الشرايين غالبًا بعد فوات الأوان, نتيجة تفاقم
المشاكل التي يعاني منها المصاب بالسكري. فمرض السكري يصيب الشعيرات الدموية
المنتشرة في جميع أعضاء الجسم, ويؤدي إلى ضرر كبير في الجهاز العصبي، ما يجعل
هؤلاء المرضى أقل تحسسًا للأوجاع، فلا يشكون في غالب الأحيان من العوارض التي يشكو
منها المريض غير المصاب بالسكري من أوجاع في أعلى الصدر وغيرها وكثيرًا ما نكتشف
أن المصاب السكري قد أصيب بذبحة قلبية خطيرة ألحقت ضررًا كبيرًا في عضلة القلب دون
أن يشعر المريض بأي عوارض أو أنه قد يكون عانى في الساعات أو الأيام القليلة
السابقة من عسر الهضم حالة غثيان أو قليلاً من التعب. وننصح عادةً بإجراء تخطيط
دوري (كل 6 أشهر أو كل سنة) لهؤلاء المرضى لمسح هذه الذبحات القلبية الصامتة
وللكشف عن علامات تصلب الشرايين شبه الحتمية عند هؤلاء المرضى. من ناحية أخرى هناك
صعوبة كبيرة في تشخيص أمراض القلب والشرايين نتيجة عوامل سريرية مخنلفة لا مجال
لذكرها.
طرق علاج أمراض
القلب والشرايين عند المصابين بالسكري وطرق الوقاية منها:
في البداية لا بد من
التذكير أن إيقاف التدخين هو من أهم الأولويات عند هؤلاء المرضى بسبب الدور
الرئيسي الذي يلعبه التدخين في عملية تصلب الشرايين بجميع مراحله، وكذلك الأمر
بالنسبة إلى تخفيض الوزن والقيام بتمارين رياضية يومية بعد أن أظهرت دراسات عديدة
فائدتها بسبب تحسين عملية استعمال
الدهنيات والسكاكر في الجسم، وتخفيف مقاومة الأنسولين وتحسين ارتفاع الضغط
الشرياني وغيره من الفوائد المتعددة.
الأهداف الأساسية
للعلاج يجب أن تكون قائمة على ثلاث قواعد:
1- تخفيض معدل السكر إلى أقل مستوى ممكن عن طريق اللجوء إلى أدوية
مختلفة أو عن طريق استعمال الأنسولين. وهنا تجدر الإشارة إلى التطور الكبير الذي حصل
في مجال الأدوية التي يعالج بواسطتها مرض السكري في الدم, بل أيضا في مجال تخفضيض
نسبة الإصابة بأمراض القلب والشرايين.
2- تخفيض نسبة الدهنيات إلى أقل مستوى ممكن عن طريق استعمال أدوية
مختلفة تعمل على تخفيض إفرازات هذه المواد في الكبد, أو عن طريق تخفيف امتصاصها في
الامعاء.
3- تخفيض معدل الضغط الشرياني إلى أقل مستوى ممكن حيث أظهرت أيضًا
دراسات جديدة أن هذا العامل يلعب دورًا كبيرًا في تخفيف الإصابات.
· وفيما يتعلق بعمليات توسيع الشرايين بالبالون,
فمن المؤكد أن نسبة نجاح هذه العملية هي مرتفعة جدًا, وتساوي النسبة التي نجدها
عند غير المصابين بالسكري, ولكن معظم الدراسات تشير إلى ارتفاع نسبة الخطر خلال
وجود هؤلاء المرضى في المستشفى بسبب مضاعفات جانبية تصيبهم خلال فترة العلاج، وإلى
ارتفاع نسبة معاودة التضيقات التي تصيب الشرايين خلال فترة الستة أشهر التي تلي
عملية البالون نتيجة دور الأنسولين وعوامل بيولوجية أخرى متعددة.
· أما فيما يتعلق بعمليات التجسير الأبهري -
التاجي فمن المعروف أيضًا أن الإصابة بمرض السكري تشكل عاملاً خطرًا كبيرًا لحدوث
أعراض جانبية مبكرة أو متأخرة بعد العمل الجراحي الذي يراد منه تخفيف الضرر عن
عضلة القلب, وذلك عن طريق إيجاد طرق
جانبية لتغذية مناطق العضلة المحرومة من الدم والغذاء. ولكن النتائج الجراحية تدوم
أكثر على المدى البعيد مقارنة مع عمليات البالون والروسور عند هؤلاء المرضى, ولذلك
يفضل إجراء الجراحة, بدل العلاج التدخلي عند المرضى المصابيين بمرض السكري.
والموقع ليس مسؤولا عن ذلك.