الياس الرحباني
شاعر، فنان، ناقد وفيلسوف
لا يتعبه العمل بل يغريه
الكاتب: مريم شعيب
أن نكتب عن مبدع أو مثقف هو صلاة نرفعها على مذبح
الحضارة، فتتماهى معه سيرة ذاتية تتوجها هامة ثقافية فذّة، فعل إيمان بالثقافة والفن
ودورهما الريادي في محاكاة شعور الناس، خشوع للمعرفة وأهلها وإجلال للإبداع. هو
تعبير عن ذواتنا في ذاتية المثقف والمبدع، وتكريم لإنسانيتنا في عالم بدأ يفقد
معاني الانسانية.
لن يتسع لنا المجال للحديث عن ثقافته العميقة وتذوقه الأدب
وعشقه الموسيقى. يشهد من يعرفه بتواضعه، وما يتحلى به على الصعيدين الأخلاقي والإنساني
من خصائل هي موضع احترام وتقدير.
أبحر في عباب الفن، تمرّس في التلحين حتى الإبداع، وحلّق
في كتابة الاغنيات حتى الدهشة. في داخله شاعر يفاجئك بصوره وأسلوبه، فنان ثائر لا
يتعبه العمل بل يغريه، وفيلسوف ينظر ويؤشكل ويقيّم وينتقد باحتراف ودقّة.
مرهف الاحساس في التواصل مع محيطه يسعى دائما إلى
استخراج ما هو أفضل إن من نفسه أو من الفنانين الذين شاركوه أعماله على خشبة
المسرح.
عشق الموسيقى ولمع فيها تدريسًا، تلحينًا وتأليفًا. عمل
تحت قوسها في محافل الفن اللبناني فاستقامت له تجربة فيها الثراء والإغراء ما يفتح
المعابر إلى فسحات موسيقية لامعة ومنتشرة.
هذه الملكة الموسيقية اللامعة والناقدة أحيانًا سكنت عمق
شخصيته وطبعت حضوره الكثيف في ميادين شتى.
غاص في عشق آلاته فإذ به يتموّج على وقع الألحان التي
تحاكي الروح والجسد، جاعلًا من العيون والصوت والحركة الرشيقة أبطالًا تضجُّ بهم
خشبة المسرح.
كم من عاشقي الفن أتوا لبنان من بوابة الرحابنة، أسسوا جيلٌ
بعد جيلٍ صرحًا للفن الراقي الذي يليق بالروح الإنسانية وما يعتريها من إشكاليات. فكان هو أحد اعمدة الثالوث
الفني الخالد وسقفه الفيروزي الخالي من شوائب الأرض.
والفنان الراحل من مواليد العام 1938، وهو الشقيق الأصغر
للأخوين الراحلين عاصي ومنصور الرحباني.
والياس الرحباني
موسيقي ملحن وموزع، كاتب أغاني، وقائد أوركسترا، لحن
وكتب لعدد كبير من الفنانين اللبنانيين، أبرزهم فيروز، صباح، وديع الصافي، نصري
شمس الدين، ملحم بركات، ماجدة الرومي وجوليا بطرس وغيرهم. وشكلت الأغاني التي
لحنها وكتبها للسيدة فيروز بصمة في الذاكرة اللبنانية منها: "يا لور حبك،
الأوضة المنسية، معك، يا طير الوروار، بيني وبينك، جينا الدار، قتلوني عيونا
السود، يا اخوان، منقول خلصنا، ياي ياي يا ناسيني، كان الزمان، كان عنا
طاحون".
لحن أكثر 2500 أغنية ومعزوفة، 2000 منها عربية. وألف
موسيقى تصويرية لـ25 فيلمًا لبنانيًا ومصريًا، كما لمسلسلات، ومعزوفات كلاسيكية
على البيانو، أشهرها موسيقى فيلم "دمي ودموعي وابتسامتي" وفيلم
"حبيبتي" وفيلم "أجمل ايام حياتي" ومسلسل "عازف الليل".
الرحباني المولود في مدينة إنطلياس في جبل لبنان، متزوج
من السيدة نينا خليل وله منها ولدان غسان وجاد المعروفان في مجال الفن
وصناعة الموسيقى في لبنان والعالم العربي.
رحل الياس
الرحباني واستدلت ستارة حياته لكن اعماله الخالدة ستبقى مدوية ومؤثرة في قلوب كل
من يعرف للفن قيمة..
????رائعه المقالة
مكتوبه بحب نيابة عنا ر كلنا ك لبنانيين❤️ حتى وان رحل العظيم سيبقى فنه خالدا.
شكرا لكِ
مريم شعيب نجم تألق من بلدي وابدع في محاكات الامور بكل مصداقيه
لك كل التحايا
الارز ..
احسنت القول
-رحل الياس الرحباني واستدلت ستارة حياته لكن اعماله الخالدة ستبقى مدوية ومؤثرة في قلوب كل من يعرف للفن قيمة..-
لروحه السلام ولك طول العمر
وإن يسكن داعية هاتي مدرسة خالدة، لا يكفُّ المريدون...
ومريم الأديبة الشاعرة، تخرج على الوجع، لتدخلَ كِساءَ العظماء، فكل صاحب كلمة طيبة، كلّ عظيم معطاء، كلّ إنسانِ إنسان، هو من أهل الخير والجمال والأمل.. من أهل الكِساء...
احسنتِ الكتابة
رحم الله الراحل الكبير ولا جفت دواتك أستاذة مريم.
والموقع ليس مسؤولا عن ذلك.