تلغراف في الخاطر ... (1)
كلّ الشموسِ تغيب
في آفاقها
لكنّ شمسًا لن تغيب
(الشارقه)
د. عبد الرحمن الخالدي/ السودان
بدعوةٍ كريمةٍ من مركز
الشارقة الإعلامي "الذراع الإعلامية لحكومة الشارقة"، حضرنا للمشاركة في
المنتدى الدولي للاتصال الحكومي في دورته الخامسة أنا والإعلامي المميز جدًا، صاحب
برنامج "حلل البريق" في قناة النيل الأزرق بالخرطوم ذات المشاهدة
الجماهيرية العالية، الأديب والشاعر "د. أحمد خضر"، تلك الإمارة العربية
ذات الهوية المميزة بروح التراث العربي والإسلامي والاجتماعي، أتاحت لنا فرصةً
رائعة للتعرّف على نموذج نهضوي نادر في عالمنا العربي في التنمية الحضرية والاتصال
المجتمعي والاتصال الحكومي، بل إن جاز لي قلت: "التواصل الحضاري"، إن
الإمارة علاوةً على تقدّمها في كافة المجالات تذكّرني تارةً بالعهد الذهبي (الأندلس
وحكامها بنو أمية)، وتارةً أحرى تذكّرني بالخليفة العادل (عمر بن عبد العزيز)، في
أسلوب تعاطي الحاكم العادل سمو الشيخ "سلطان القاسمي" مع قضايا رعيّته
وتدخّله المباشر ومتابعته لوسائل الإتصال والإعلام المختلفة وحلحلة قضايا المواطنين.
فبلغت الإمارة من مراقي الفلاح ما بلغت، وصارت قبلةً لجميع البشر بمختلف أبصارهم،
لكل ما سبق انفتحت شهيةُ زميلي الإعلامي المميّز والأديب الشاعر "د.أحمد
الخضر" لنظم قصيدةً في الشارقة وأهلها... وهو تلميذ عالم اللغة العربية
الظاهرة بروفسير "عبدالله الطيب" صاحب المؤلف والمرجع الأهم
"المرشد إلى فهم إشعار العرب"، بجامعة الخرطوم
أبدع "د. أحمد خضر"
وأبلغ، حين أختار العنوان التالي وختم به القصيدة، نتابع معًا القصيدة ونواصل في
المقال القادم لقائي بالدكتور "برنار كوشنير" وزير خارجية فرنسا السابق وأحد
أهم مؤسسي منظمة "أطباء بلا حدود" على هامش أعمال المنتدى وما دار من
حوارٍ شيّق...
أترككم مع أبيات الشعر
ونواصل قريبًا.
كلّ الشموس تغيب في آفاقها
لكنّ شمسا لن تغيب
قصيدة الإعلامي د. أحمد خضر (السودان)
بمناسبة الدورة الخامسة للمنتدى الدولي
للاتصال الحكومي الشارقة 20 مارس 2016م
إن ضلّ فكرك في الخطوب المحدقه
أو بتّ تزدرد الشجون المحرقه
أو صرت تأسى للحضارات التي
أخنت عليها الحادثات المطبقه
أو كنت تحرص أن تثوب شعوبنا
لرشادها.. فانزل بأهل الشارقه
ربع الكرام اليعربيين الألى
أخلاقهم تحكي البدور المشرقه
بالبشر والترحاب تنثر عطرها
مثل الأزاهر في الرياض المونقه
أهل الإمارات ارتقوا وتسابقوا
نحو الأعالي كالصقور محلّقه
تخذوا التمدين والثقافة سلّما
لا ينبغي لمخذّل أن يلحقه
بهويّة لا تستجيب تطرّفا
نزقا تقحّم في السكاك الضيّقه
ومواثق الإسلام إنسانيّة
لا يرتضيها من يخون مواثقه
ترعى حقوق معاهد ومجاور
فالجار يكرم إن أمنت بوائقه
سنظلّ نذكر (زائد الخير) الذي
نشدوا ونطرب بادّكار سوابقه
قد ضم ارجاء البلاد بوحدة
جمعت قوى أشتاتها المتفرّقه
هو قدوة الحكماء من قاداتنا
شهدت بذاك أعارب وأفارقه
هو صاحب الرأي السديد فعزمه
لا يستلين إلى الونى والمخرقه
هو قدوة الحكّام من قد أحسنوا
صوغ النفوس على المحبّة والثقه
حتى استقرّ الأمر واتّسع المدى
والخير أرسل في الطرائد باشقه
ستظلّ سيرته العطيرة مجمرا
يغري الأنام لأن تكبّ وتنشقه
خلفاؤه خبّوا على آثاره
وابن الفوارس لا يسير الحقحقه
والقاسميّ الفذّ تابع سيره
أرسى الدعائم واستعاد رقائقه
ومحمّد بن زائد ومحمّد بن راشد
سعيا لتذليل الصّعاب المقلقه
هذا (خليفة) بالزمام ممسّك
بالرفق والإحسان لا بالمطرقه
وسعى لإسعاد المواطن جهده
بالعدل والإنصاف يسمع منطقه
سلطان أثرى الباحثين بعلمه
ليست مقالات تلاك ولقلقه
فاسلم لنهضة بلدة محتاجة
لثراء عقلك بالقلوب الشيّقه
لا خير في الحكّام إن لم يرتضوا
قولا من الأفواه غير الطلبقه
فلئن مدحت فذاك منّي واجب
ندبت إليه عرى المودّة والمقه
الحرف يزهى بامتداح مكارم
سفرت تميس بعطفها متألقه
كلّ الشموس تغيب في آفاقها
لكنّ شمسا لن تغيب (الشارقه)
والموقع ليس مسؤولا عن ذلك.