
حين تلتقي
الحضارات بين اللحن والكلمة
الفنانة
العراقية سحر طه تغني قصيدة "هنا ولدت"
للشاعر
الجزائري ابن الوادي بلول محجوب
الكاتب: سالم الجزائري/ الجزائر
"هنا ولدت
ولوح الله قد كتب...
أن اعشق الرمل والكثبان والقببا"...
هي القصيدة التي كشف
الشاعر الجزائري ابن "وادي سوف"، "بلول محجوب" خلال حديثه مع
الديوان أنّها ستكون من بين أهم الأعمال الفنية الغنائية الراقية، التي ستحدث
انقلابًا في موازين الفن والطرب بعد اختيارها من طرف الفنانة والدكتورة العراقية "سحر
طه" بعد تلحينها لها وتوزيعها بطريقة فنية احترافية متميّزة.
الاتفاق جاء بعد زيارة الفنانة العراقية "سحر طه" إلى مدينة "ألف
قبة" خلال سهرات ليالي رمضان، والتي قدّمت خلالها بعض الأغاني الطربية
المختلفة، وبعد التقائها بالشاعر "بلول محجوب" وحوارها معه، أسمعها بعض
القصائد التي نظمها فاستوقفته عند هذه القصيدة "هنا ولدت...".
وهي من عشّاق القصائد الممزوجة بالتراث والهوية والانتماء، كما أنها شعرت
أن هناك جسرًا بين العراق والجزائر "بوادي سوف"، قامت بتلحينها في مدة
ستة أشهر، وتعاملت مع أحد الموزعين في شركة روتانا، وقد غنتها في بعض الجلسات
الضيقة، وهي تنتظر الفرصة القريبة لكي تغني هاته الأغنية في أرض الجزائر لأول مرة،
لتكون انطلاقتها الأولى في الجزائر، وقال الشاعر أنها طلبت منه إضافة بيتين عن
العراق حتى تكون رابطة بين البلدين خصوصًا أن النص باللغة العربية الفصحى وهو ما
شجع الفنانة اختياره كما أنه يحمل عبق الحياة في بغداد والتي تتشابه مع الحياة في
منطقة "وادي سوف" والجزائر، فهذا التناغم هو سبب هذا الالتقاء والتفاهم
الذي أنتج هذا العمل الذي ينتظر منه النجاح. وعن
كيفية وظروف النصوص الشعرية التي يكتبها الشاعر "بلول محجوب"، فقد أكّد
أنها وليدة الوجدان والإحساس وهي عطر فوّاح يستخلص من عدة محطات يمر بها في حياته،
لافتًا أنه: "على الشاعر أن يكون ابن بيئته ومحيطه فعليه أن يتخلص من
النرجسية والنزول من برجه العاجي ويعيش في محيطه ويتعايش مع مختلف فئات المجتمع من
فقراء وأغنياء ومثقفين وغيرهم"، وهو ما مر به خلال مراحل حياته فمنذ طفولته
كان يحفظ القرآن والأشعار والقصائد كما أن والدته كانت شاعرة في مجال الشعر الشعبي
وكان حاضرًا في احتفالات المولد النبوي الشريف التي كان يُحتفل بها بالمدائح الدينية
والقصائد، فالوسط كان مهيّأً ليكون شاعرًا.
وعن سبب بقاء الشعر في منطقة الوادي والجنوب الجزائري حبيسًا ومحدودًا، لم
يعرف انتشارًا و شهرةً كما يجب، فقد رأى الشاعر أن هناك عدة ظروف وهي أن الجانب
الإعلامي ما زال بعيد التوجّه شكلٍ كبيرٍ وموسّع حتى يكون له الأثر الإيجابي في
ذلك، إضافة إلى غياب دور النقّاد الذين يعملون بجدية، وتفعيل دورهم لرفع مستوى
الشعر و تصنيف الأعمال ووضعها في إطارها الحقيقي.
غنى له عدد من فنّاني المنطقة
والجوار، منهم الفنان "خالد محبوب"، والفنان "صلاح الدين قدوري"
وغيرهم.
له عدة إصدارات ودواوين شعرية منها ديوان "قلم يتحمّل مسؤولية"
صدر سنة 1997، وديوان مشترك مع مجموعة من الشعراء بعنوان "وسابعهم
وجهها"، وغيرها من الدواوين.
ويتمنّى الشاعر "بلول محجوب" أن يكون الشاعر مثالاً يُقتدى به، وأن
يكون متواضعًا ويقبل النقد ويتعلم من كل شيء، وأن يكتب للجمهور والعامة ولا يكتب
من أجل الشهرة و العالمية. ويذكر أن هاته القصيدة لقيت شهرةً وصدىً واسعين في
منطقة الوادي والجنوب الشرقي الجزائري وهي التي كتب أبياتها على جدران دار الثقافة
محمد الأمين العمودي .
والموقع ليس مسؤولا عن ذلك.