القائمة الرئيسية :: في الذاكرة
هو أحد أبرز الشخصيات النقابية التي لعبت دورًا مهمًا وطليعيًا وشجاعًا دفاعًا عن وحدة لبنان ومؤسساته، ودرء الإنهيار الاقتصادي والاجتماعي فيه. يمثّل الشخصية الصادقة، الصلبة والشجاعة إلى حد المغامرة بالحياة. ولاؤه للوطن أولاً وأخيراً ولوحدة أبنائه، غير متعصّبٍ لمذهب أو طائفة، منفتح، رفض دومًا الاستسلام للأمر الواقع وسعى لطلب التغيير بكل الوسائل الديمقراطية. متواضعٌ، لم يهمّ يومًا بالمظاهر والشكليات، عاش غير طامعٍ بمنصب أو مكسبٍ خاص، بل تفانى بعمله، شريف، محب، إنها صفات الشخصية الناجحة وهي شخصية من نستذكر اليوم
دأب على إحياء الحفلات الموسيقية قائداً للأوركسترا حاملاً عصا المايسترو، واثقاً بمؤلفاته الموسيقية الراقية، مؤمناً بإبداعه. بعد أن غمرت حياته الأضواء كموسيقار ومؤلف سمفوني وباحث وأكاديمي وملحن، رحل الموسيقار وليد غلمية عن عمرٍ ناهز 73 عاماً، بعد صراعٍ مع مرضٍ عضال أصرَّ أن يخفيه إلاّ عن زوجته التي شاركته رحلته بكافة مراحلها.
وتبقى في ذاكرتنا
قدوة يُحتذى ويُقتدى بها للأجيال القادمة
الكاتب: مريم شعيب
إنسانٌ ومواطن، وهو على خُلُقٍ رفيع، أكاديمي وكاتب أعطى بسخاء، نهضوي ومجدد وحدائي ومبدع، مثقفٌ ناضل بقلمه في سبيل الحرية والاستقلال والتحرير والتحرر والمواطنية والعدالة والمساواة والنهوض والتقدم والبناء والتنمية الإنسانية الشاملة، والإنسانية العقلانية الوسطية المنفتخة والمتفاعلة مع الحضارات والثقافات والأديان، والتي لا تبنى إلا على أسس وقيم كرامة حقوق الإنسان، واحترام التنوع والديمقراطية، وثقافة الحوار والمصالحة والعيش معًا بحريةٍ ومحبةٍ.
الكاتب: مريم شعيب.
سحابةٌ سوداء ظلّلت الإعلامَ اللبناني بعد غيابه، تعلّقت في سمائه أيامًا وأبت أن تمطر. فبقينا بانتظار كلماته وإشاراته التي كانت بمنزلةِ الملح في طعامنا اليومي. طيبٌ مرح، يزداد شفافيةً كلّما صفا ماء البحر. شفيفٌ يتهشّم أمام أدنى هبّةٍ من ريح، وما أكثر الرياح وما أعتاها كانت في حياته. حبّب إليه في الحياة أمران: الضحك والمطالعة. حين يرسل ضحكته الطويلة يجبر كل من يسمعه على مشاركته أو حتى الابتسامة، فيسعد الناس حتمًا،
أحمد شعيب في الذكرى السنوية لغيابــه نستذكــره ثائراً على العادات والتقاليد، محبّاً للبنان والناس.
عاش الغربة في وطنه وعاش الحلم في الغربة فكتبه شعراً.
بين رومانسيّة الحب وصورة الوطن تتماهى رؤية رومانسيّة عميقة.
شعره الإنتقادي مهذّب ومحبّب ينمّ عن حب وشغف للأرض والناس والمجتمع.
أحبَّ الطبيعة والمرأة ودمج بينهما محاكاةً ومناجاةً مفتوحتين.
شاعــر الحريّـــة والخيـــال، بشعــــره رؤيــة رومانسيّة محبّبة يلحظها القارئ لشعـره.
صقلـت الهجـرة تجربته ولوّنـت أحلامـه الخاصـة.
مـــن الشرقيّــة إلى إفريقيــا وبالعكس رحلــة مــن المعانــاة والشعــــر.
نشأته:
ولد الشاعر أحمد محمد شعيب في بلدته الشرقيّة، وترعرع في أحضان الطبيعة الفاتنة متأثّراً بأجوائها الساحرة وحياتها الفطريّة الخلاّبة التي كانت إحدى روافد نزعته الرومنطيقية القويّة، حيث تجلّى الشعر عنده في سنِّ الخامسة عشرة فساعد ذلك على صقل ملكاته وتوسيع مخيّلته الشاعريّة.
قضى معظم حياته في إفريقيا، وطبع ثمانية دواوين وألّف عدداً من الأغاني لكبار الفنّانين اللبنانيين وشارك كشاعر مسرحي في المهرجانات والأمسيات الشعريّة.
عرف المسرح الكوميدي اللبناني عدداً من الفنانين اللامعين الذين شاركو بخلق نهضة مسرحية مميزة ومحبوبة لدى الناس، كان أبرزهم والذي تمتع آنذاك بحضورٍ مختلف ومتميّزٍ، صوتًا، غناءً وتمثيلاً، فضلاً عن حركاته الفكاهية الإبداعية والارتجالية غالبًا، هو الفنان حسن علاء الدين، أو (شوشو)، اللقب اللي خطف وهج الإسم الحقيقي وصار رمزًا من الرموز الفنيه اللبنانيه.
رفيق عويجان وداعًا
أهكذا يذكر لبنان مبدعيه؟
الكاتب: مريم شعيب
شهد لبنان وعلى مرِّ السنين إبداعاتٍ شتى لعمالقة الفن والغناء والتمثيل والذين قدموا الكثير خلال مسيرتهم الفنية، فمنهم من رحل عن هذه الدنيا مخلفاً وراءه فنّه فقط، وآخرون ما زالوا ينبضون عطاءً حتى يومنا هذا.
في سنة 1973 زار الرئيس الزائيري وقتذآك الجنرال موبوتو سي سي سيكو موريتانيا لمدة ثلاثة أيام وكانت موريتانيا من أفقر بلدان القارة الأفريقية واقتصادها يعتمد على صيد الأسماك والزراعة والرعي۔
وأثناء المباحثات في الأيام الثلاثة لاحظ الرئيس الزائيري أن مضيفه الرئيس الموريتاني المختار ”ولد داداه“، وهو أول رئيس لموريتانيا بعد استقلالها من الاحتلال الفرنسي لم يغير بدلته طيلة الأيام الثلاثة فأدرك موبوتو أن مضيفه لا يملك المال الكافي لشراء البدلات الأنيقة والباهظة الثمن، وعند اختتام زيارته وفي صالة المغادرة في مطار نواكشوط سلم الرئيس الزائيري موبوتو شيك بمبلغ 5 ملايين دولار لسكرتير الرئيس لكي لا يحرج مضيفه وارفق مع الشيك ورقة فيها عناوين أشهر مصممي دور الأزياء في العاصمة الفرنسية، والتي يحيك ”موبوتو“ بدلاته عندهم على أمل أن يحيك الرئيس المختار ”ولد داداه“ بدلات رسمية وتوابعها عند تلك الدور۔
الشاعر الراحل موسى شعيب
هو من ردّدَ دومًا: “أمةٌ عربيّةٌ واحدة.. ذات رسالة خالدة”، وهي عبارةٌ لطالما تساءلتُ منذ طفولتي ماذا تعني كلّما نظرت لصورته التي كانت تزيّن حائط منزلنا في بلاد الاغتراب، والتي فيها كان يلقي الشعر من على منبرٍ، تعلو رأسه يافطة كبرى تحمل تلك العبارة۔
ونحن في وقت نقترب فيه بلادًا وشعوبًا من ذروة الخطر، نتلاقى لنحتفي بذكرى رحيل رجل كان ثائرًا بالعمل والكلمة۔ إذ يتمتع القاريء والسامع، والشاهد والعابر على ذكر اسمه بمقاربة انتاجه الغزير، التي تمنحنا فرصةً استثنائية لتثقيف الذات، والتعرف إلى نموذج شاعر نفتقد حضوره في زمن التجهيل والتعمية واطلاق النار على المصابيح حتى تسود الظلمة، فتكون الفتنة بقيادة أعداء الفكرة البكر والكلمة المشعة والثقافة الحقيقية التي تأخذ الى الغد الافضل۔
عندما يرحل اللامعون تنقص الأرض من أطرافها، وتنطفئ منارة كبرى كانت ترسل إشعاعات خيرها ونورها في ربوع العالمين.
عندما يرحل المجاهدون تنفطر لذهابهم القلوب، لكونهم حماة الأمة وركنها الركين، وصمام أمن قيمها ومبادئها التي ترتفع بها إلى مصاف الأمم الخالدة ذات الإسهامات الكبرى في حياة البشرية.
لا نرثي اليوم اعلاميَا عاديَا أو شخصَا عابرَا أو حتى أحد رموز الإعلام المشتهرة اسماؤهم من المحيط إلى المحيط..
أن نكتب عن مبدع أو مثقف هو صلاة نرفعها على مذبح الحضارة، فتتماهى معه سيرة ذاتية تتوجها هامة ثقافية فذّة، فعل إيمان بالثقافة والفن ودورهما الريادي في محاكاة شعور الناس، خشوع للمعرفة وأهلها وإجلال للإبداع. هو تعبير عن ذواتنا في ذاتية المثقف والمبدع، وتكريم لإنسانيتنا في عالم بدأ يفقد معاني الانسانية.
مكتبة الصور