أبعادٌ
كامنة في رؤية الإبداع
مقتنياتٌ
تمدُّ جسورًا للحياة
الكاتب: مريم شعيب
بهمساتٍ موسيقيةٍ هادئة، استقبلتنا
قاعة العلية في مطعم الساحة قرية لبنان التراثية. حيث افتتح المزاد العلني السادس
للتحف والأنتيكا، بلفتةٍ متميزة حضارية وإنسانيةٍ في آن، حيث كان ريع أرباعه
لأيتام العراق الشقيق بمبادرة أحد الأخوة العراقيين ومشاركة فريق إدارة المزادات
في مطعم الساحة وجمعية المبرات الخيرية ودعم وتشجيع الحاضرين. ما أسهم في إنجاحه
ماديًا ومعنويًا كغيره.
فضلا عن التحف والمقتنيات
التاريخية الباهرة التي قد يندر وجود بعضها تفاجأ الحضور بطريقة العرض وبتعدّد
المعروضات واختلاف ألوانها وأنواعها ومصادرها حتى تحوّلت تلك الدهشة إلى حالٍ من
الإعجاب بعد مشاهدتهم موقع العرض ما أضاف لمسةً من الإبهار سواء على مستوى المعرض
أو على مستوى المكان نفسه. حيث تتبلور تقنيات السرد في نسق أسلوبي يتيح للزائر
المتلقي أن يرسمَ أبعادًا كامنةً في رؤية الإبداع, فيخالُ نفسَه أمام مشاهدَ
سحريةٍ يرى في ظاهرِها تلافيفَ الواقع حيث تتلامح من خلالها المشاهد التراثية
القديمة.
هي مقتنياتٌ مهما مرّ الزمن
عليها، تبقى تمدُّ أكثر من جسرٍ إلى الحياة. نظرًا لفرادتها وتميّزها وبعدِها عن
جمودِ القوالبِ الجاهزةِ أو التسجيليةِ النمطيةِ والتكرار المملّ بالصناعات
الحديثة, فتظلُّ تحومُ فيها الرؤى العميقة, وتفيضُ منها روح البحث المتجدد. فتدلُّ
على إرثِ حضارتِها ليس بصمتٍ فحسب بل بشكلٍ حيٍّ ناطقٍ يميز كلَّ بلدٍ عن سواه,
فتعكسُ فيه هذه المقتنيات صورةً لحاضرٍ، مصدرها عبر الجذور الممتدة ثقافيًا إلى
ماضيها.
ما يشجعنا الحضور والمشاركة في مزادات لاحقة. مع الدعاء لكم بالتوفيق.
والموقع ليس مسؤولا عن ذلك.