توقيع كتاب لإبن
الخامسة عشر نعمة ملحم
يستعد الكاتب الكوراني الصغير نعمة ملحم لتوقيع
كتابه الأول بتاريخ مولده في 22 كانون الثاني وهو في عمر الخامسة عشرة.
لم يضع ملحم عنوانا نهائيا
لكتابه، إذ أن اختياره قد يرسو على "ولدت وحيدا" أو "ناضلت وحيدا".
وفي كلتا الحالتين العنوان يشير الى نضوج الطفل، الذي صمم على ولادة مؤلفه من باب
الطموح لتحقيق هدف إنساني نبيل، وهو مساعدة الأطفال المرضى بالسرطان من جهة،
وتحفيزاً على الأعمال الإنسانية ومساعدة الآخرين من جهة أخرى.
يتضمن كتاب نعمة مذكراته منذ
الولادة، وأسلوب تفكيره، وأهدافه في الحياة مقارنة مع الأهداف الأخرى، ولا يخلو
أسلوبه في الكتابة من الحكم المبنية على خبرة، بحيث يعتبر أن "كل صديق يدخل
حياته يبقى صديقا مدى الحياة، أو يشكل درسا له لمدى الحياة". كما ان للنصائح
مساحة واسعة في كتاباته، إذ إنه يشجع على مساعدة المحتاجين، ليس بـ "فلس
الأرملة" ولا من فائض الأموال والحاجات والامكانيات، بل من خلال الدعم بالقدر
الذي يملكه كل إنسان، ويرى أن المساعدة ليس مادية بالضرورة، كما الاهداف والنجاحات
التي تحتاج في الغالب إلى تشجيع وثقة بالنفس.
ولا تغيب عن قلم نعمة القضايا الاجتماعية
والسياسية، وخاصة مشكلات التطرف الديني والإرهاب، وحقوق المرأة ومعاناة الاطفال
المرضى بالسرطان، لا سيما أن فكرة الكتابة لمعت في رأسه الصغير إثر مشاهدته فيلما
وثائقيا عن الأطفال المرضى بالسرطان، وقد أراد كتابة نص إنشائي حوله لعرضه على
أستاذه ورفاق صفه. فانزوى حينها تحت طاولة الدراسة في غرفته، وأطفأ النور، ليباشر
في الكتابة بمشاعره قبل قلمه. ومن حينها استرسل في كتابات يومية، شكلت كتابا،
أراده ثمرة يقدم ريعها للأطفال المرضى لمساعدتهم على الشفاء.
لم يقبل نعمة مساعدة أهله المالية له لطباعة كتابه،
رغم تقديره الكبير لتشجيعهم له، لذا قرر الاعتماد على نفسه، والسعي لذلك بمفرده،
بما يفوق طاقته، فاهتم بتنظيم مشاريع تدر عليه بعضا من المال، منها تصوير وإخراج
فيديو كليب لأغنيتي "نقطة ضعفي" لحسين الديك، و "لوك جديد"
لرضا. وعمد إلى بيع كل شريط بخمسة آلاف ليرة، في حين أن ثمن الشريط الفارغ لم
يكلفه أكثر من 500 ليرة، ما حقق له أرباحا ساهمت في تأمين الأموال لطباعة الكتاب.
الكتاب ما زال قيد التنقيح. وملحم لا يهوى من ورائه
الشهرة أو امتهان الكتابة، إذ إن توجهه العلمي يتركز نحو التخصص في طب سرطان
الأطفال. وفي انتظار تحقيق هذا الهدف، الذي يستهلك سنوات طويلة، سيبقى نعمة يعمل على
مساعدة المحتاجين وتضميد جراحاتهم النفسية قبل الجسدية.
والموقع ليس مسؤولا عن ذلك.