ثقافة المزادات العلنية إلى الحياة العامة
تلاقي الاهتمامات وازدياد
الروّاد
الكاتب: مريم شعيب
استمرت المزادات العلنية على المقنتيات القديمة في مطعم
الساحة قرية لبنان التراثية، بعد نجاحٍ لاقته عبر سلسلةٍ تخطّت العشرينَ مزادًا
حتى اليوم، تكرّرت وازدادت حتى جابت كلَّ أرجاء القرية المذكورة من قاعة
"العليّة" إلى "القبو" ثم "أبو أحمد" وبعدها إلى
الترّاس الصيفي الذي أصبح يجمع فضلاً عن روّاد المزاد، زوّار المطعم الجالسين في
الجهة المقابلة والتي شدّهم الحماس للمشاركة والمزايدة لكسب فرصة اقتناء ما
أحبّوه.
ومع تباينِ الأذواق وتلاقي الاهتمامات التي تتجاوز الحدود
الجغرافية لبيروت، أصبح مزادُ الساحة وسيلةً تسويقيةً مهمةً كونها تثير اهتمام
المشاركين بالسلعة، وتزيد في قيمتها من خلال الحدث "المزاد"، خصوصًا
عندما لا يكون للمعروضات أسعار معروفة قبل عرضها.
فأصبح روّاد المزادات العلنية القادمون من مختلف المناطق
يطالبون بإقامتها في مناطقهم حيث يقطنون، خاصةً بعد أن كانت تُعقد تلك المزادات
للتحف واللوحات والمجوهرات، والمقتنيات الخاصة لشخصيات سياسية وفكرية وفنية، وقطع
نادرة من حقب تاريخية شتّى. أصبح لها روّاد وتجار وزبائن، ومواعيد وعناوين، وثقافة
خاصة، ومنشورات يعرفها المهتمون والمتابعون والناقدون، وحتى الصحفيون
والمؤرخون.
وفي كل الحالات، تكتسب الأشياء التي تدخل المزادات الكبرى
شهرة وقيمة إضافية، فضلاً عما تكتسبه من سباق التسعير الذي تتحكم به رغبة
الاستحواذ لدى البعض، أكثر مما توجهه قواعد المنافسة السوقية المعروفة.
تسربت ثقافة المزادات العلنية إلى الحياة العامة التي
نعيشها، وتحت شعار "لا داعي لأن تذهب إلى سوق الأنتيكا والمقتنيات
القديمة... نأتي إليك". تحوّلت بذلك هواية اقتناء التحف والأنتيكا في ظل
الحالة الاقتصادية المتردية، إلى تجارة واسعة تعمل بها كل الطبقات، وبينما كانت
مقتصرة في الماضي على الأثرياء والكبار أو الطبقة الارستقراطية، فقد دخلها اليوم
أبناء الطبقة المتوسطة، الذين يعيشون في القرى أو على أطراف المدن بما ورثوه من
آبائهم وأجدادهم، من بعض التحف التي كانت شائعة الاستعمال منذ فترة طويلة، كما
أنهم لا يزالون يحتفظون بالعديد من هذه الأدوات التي لها طابع تراثي في منازلهم، يسعون
إلى ضم المزيد منها.
وها هي سلسلة مزادات قرية الساحة التراثية، تزحف لتجوب
المناطق فكانت النبطية محطتها الأولى لتنتقل بعدها إلى عدة مناطق أخرى.
وعليه فيكون تاريخ الخامس عشر من شهر تموز الجاري
بدعوةٍ عامةٍ، موعدًا للمزاد العلني على التحف والأنتيك في:
النبطية – كفرجوز – مدارس
المبرات الخيرية – ثانوية الرحمة.
الساعة: التاسعة مساءً.
والموقع ليس مسؤولا عن ذلك.