
رمضانيات
(9)
إعداد: د. أحمد الشامي
ضرب زلزال المدينة، وعلى الرغم من أنه لم يستغرق سوى بضع دقائق حتى تسبب في تدمير مبان ومنازل عدّة، وأودى بحياة آلاف الأشخاص، بالاضافة إلى آلاف المصابين.
وبعد
مرور هذه الدقائق المخيفة ركض أحد الآباء إلى المدرسة الابتدائية التي يدرس بها ابنه،
وعندما وصل وجد المبنى قد انهار بالكامل، وهنا تذكّر الاب المسكين وعداً قدمه لابنه،
أنه مهما حدث فسيجده بجانبه، وبدأ يرفع الانقاض محاولاً إيجاد ابنه وانقاذه.
في
هذه الأثناء، وصل الكثير من الأهل وراحوا يبكون على فقدان أولادهم، حتى أن رجال الإنقاذ
استسلموا للواقع، ما عدا الأب الذي لم يتوقف عن إزاحة الركام، ومضت 8 ساعات، 16،
36 ساعة، حتى تقرّحت يدا الرجل وأنهكت قواه، لكنه أصر على الاستمرار ولم يستسلم.
وبعد
48 ساعة، وصل إلى مكان هو الأقرب من صف ابنه، وبدأ يناديه باسمه، وإذ به يسمع صوت ابنه
والعديد من رفاقه، فاختلطت دموع الفرح بكلمات قالها ابنه:
أبي
أخيرًا جئت، لقد كنت بانتظارك، فقد أخبرت رفاقي أن أبي قد وعدني بأن لا يتركني، وأنني
ما دمت حيًّا سوف يأتي لإنقاذنا.
والموقع ليس مسؤولا عن ذلك.