سوريون، سوريون.. حتى ينقطع النفس
معاناة لبنان من اللجوء السوري فاقت حد العمالة
الكاتب: سلوى فاضل
معاناة
لبنان من اللجوء لم تعد تقف بالعمالة السورية التي اكتسحت كل شيء، بل بالاكتظاظ في
الشارع والأماكن العامة والخاصة...
كنت
أظن أن الوجود السوري في لبنان مجرد مبالغات، يقود الحملة ضدها جبران باسيل، رئيس التيار
الوطني الحر، وأصدقاؤه، وهم يتجددون دومًا مع كل حالة عنصرية في لبنان.
إلى
بعدما قرّرنا عصر أمس، أخذ الأولاد في نزهة إلى إحدى الحدائق العامة لإراحتهم من عناء
الدروس المرهقة، فكانت المفاجأة إذ أن هذه الحديقة التي تقع على أطراف بيروت تدفعنا
للاعتقاد أننا انتقلنا بلمح البصر إلى سوريا.
نعم
سوريا الجارة القريبة جدًا، والتي لم ترحمنا لا سلمًا ولا حربًا. فالحديقة ملأى بالنساء
والأطفال بشكلٍ يصعب التصديق أنك لا زلت في لبنان.
عندها
قررنا عدم الدخول، وجلسنا لبضع دقائق خارج أسوار الحديقة، ومن ثم انتقلنا إلى حديقة
أخرى على أطراف بيروت أيضًا، فكان المكان أكثر احتشادًا وكثافةً، فعدنا أدراجنا إلى
المنزل نتلقى شكاوى أطفالنا حول الأمر.
لم
يترك السوريون لنا حتى الفسحات العامة لنرتاح فيها، وليس المزعج بالموضوع وجود السوريين
بقدر ما انزعجنا من الإختناق، الاختناق العددي، في أمكنة ليست هي بالفسيحة أصلاً.
فعلى
طرقات الضاحية مثلاً تحتشد العوائل السورية بشكل كبير جدًا. لقد اختنقنا.. فعلا وحقيقة.
ومحقٌّ ياسر علي أحمد، رئيس بلدية كفررمان، بقراره الذي اتخذه دفاعًا عن عمّال بلدته
تجاه العمالة السورية غير المقوننة. وكذلك أتحفنا متأخرًا اليوم وزير شؤون النازحين
معين المرعبي أن عدد النازحين السوريين في حلبا قد فاق عدد سكانها مما دفعه إلى الإعلان
عن رفض البلدة لهذه المزاحمة المعيشية.
واليوم، نطالب دولتنا العليّة بإفساح المجال لأطفالنا وشابّاتنا
وشبّابنا بخلق فسحاتٍ لهم، علَّ المطالبة تجدي نفعًا.
والموقع ليس مسؤولا عن ذلك.