مزاد
علني أول في قرية الساحة التراثية
ذو
الأبعاد:
الثقافي،
الاجتماعي والإنساني
الكاتب: مريم شعيب
ذاكرة حية اختزنت من التراث اللبناني
الكثير، ثم ما لبثت أن أفرزت ذلك بألوان تحاكي الواقع الذي عاشته القرية اللبنانية
في الماضي لتثير في نفوس من عاصروها الحنين، ولتتيح للأجيال التي أعقبتها الاطلاع على
تراثهم الذي طوت الحداثة الكثير من ملامحه.
مقتنيات تعود بك في الزمن سنواتٍ
لا تعرف لها عدداً، "كراكيب" قديمة التُقِطَت من أماكن مختلفة، قطعٌ أثرية،
أسلحة قديمة متنوعة من البنادق والسيوف والرماح، لوازم منزلية من الأواني الأثرية المصنوعة
يدويًا من الصخور والأخشاب والنجور الحجرية، قطعٌ من السجاد الفاخر، كتلٌ نحاسية مشغولة،
أدوات زراعية أسلحة صيد وغير ذلك كثير، جمع بها المهندس جمال مكي بين روح الأنتيكا
وزوايا مختلفة من صورة القرية القديمة، عاكسًا سحرَ القديم في التعبير عن روح الأصالة
اللبنانية وصورتها المترسّخة في أذهاننا من خلال إبراز جمالها في الأنتيكا الخاصة بها.
مؤكدًا أن اقتناء الأدوات التراثية
هو ميدان ملتقى اجتماعي هام يساهم في خلق الاحتكاك بين الفن والجمهور، بهدف إعادة إحياء
التراث، والتعرف على جمال الأنتيكا، التي تحمل حياة كاملة من التاريخ القديم.
فالبعض لهم عشق دائم ورغبة صادقة
في التعلق مع مكوّنات وأدوات الماضي وحفظ مقتنياته الأثرية والتاريخية القديمة وهذا
ناتج عما يكنّونَه لهذا التراث العريق، والبعض الآخر لا يعني له ذلك أبدًا.
جعل مكي"الساحة قرية لبنان
التراثية" موقعًا تراثيًا شاملاً لجمع تلك المقتنيات الأثرية والتاريخية والتي
يندر وجودها مع عامة الناس حاليًا .فكانت هوايته في جمع التراث والتحف الأثرية لا تقل
عن اهتماماته الأخرى، بهدف عدم اندثارها لأنها تمثل ماضي الآباء والأجداد، ما يؤكّد
حب التراث الكبير في نفسه وتعلّقه الدائم به، حتى عمل على نقله لغيره ممن لا تستهويهم
هذه المهمة، مجبرًا إياهم على المشاركة راغبين غير مرغمين، من خلال المزاد العلني الذي
تم لأول مرةٍ في هذا المكان الأثري على المقتنيات الأثرية، والتي دأب على تجميعها متنقلاً
بين بلدانٍ متعدّدة، منشِئًا منهامتحفاً متميزاً يحاكي الجمال والتراث، ناقلاً سرَّ
تعلقه بهذه الهواية النابعة عن حبه وإخلاصه لتاريخٍ مضى حافلٍ بالجدية والفداء والبذل،
لكلِّ من كان حاضرًا في القسم المخصص للمزاد أو القسم الذي بقي مخصصًا لاستقبال زوّار
وضيوف المطعم على حدٍّ سواء.
فكان يوم الاثنين السادس والعشرين
من أيلول الجاري موعداً للمزاد العلني الأول على قطعٍ نادرةٍ وثمينة من الأنتيكا، في
قرية الساحة التراثية، حيث حُدِّدَ السعر الأول لكلِّ قطعةٍ دولارًا واحدًا مهما كانت
قيمتها ومهما بلغ ثمنها.
فازدانت تلك الخطوة بالبعد الثقافي
التراثي والجمالي الرائع، حيث أكّد مكي أنَّ البعد الأساسي للمزاد هو البعد الاجتماعي
الذي تجلّى في جمع هذا الكم من الفسيفساء اللبنانية بكل طوائفها ومذاهبها، ومن كل مناطقها
في ساحة واحده هي "الساحه قرية لبنان التراثية"، فضلا عن البعد الإنساني
والمتمثل في ريع هذا المزاد لأيتام ومؤسسات جمعية المبرات الخيرية. تكلّلت التجربة
بنجاحٍ باهر أكّد إعادتها واستمراريتها.
التي مالبثت تشعل فينا مواقد الحنين ، كلما إمتدت يدها باحثة في ذكريات الزمن الجميل،
حتى بات الماضي القريب قبلتنا ،بكل ماحوى من لواعج وهوى وذكريات
وكراكيب،
حسبنا فيك أنك تفكرين بما نحب، وأننا نحب ما تكتبين
خطوه جميله كنا نتمنى لو علمنا مسبقا ونتمنى اعادتها ليتسنى لنا المشاركه خاصة وان نسبة الارباح ستكون للايتام.
والموقع ليس مسؤولا عن ذلك.