غسانم مخيب: الاصلاح الانتخابي مشروع دائم ومقترحات تعزز هذا الاصلاح
صور وحکايات ککواکب الضوء
انتم العار
وفي الاستقلال رجال لم ينصفهم التاريخ
خيارات الاطفال
بوحُ آيه
معاينة مسرح الجريمة
اعلان عارف يونس 2
مدينة الحب
فن رفيع يرسم قيمًا شعبية
حكية السجان
ارتفاع نسبة الطلاق
دور المسرح فيالتغيير
غضب وضغط شعبي
روح الذاكرة والحضارة مزاد علني ثالث
تاريخ الفن
خدمة الحسين شرف
تسعون عاما من الدمقراطية
أنصار كل الحكاية
مزاد علني اول في قرية الساحه التراثيه
نواثض المذهب التكفيري من القرآن والسنّة
غاب تاركا وراءه ثمار جهوده وعظمة ابداعه
ولنا أرواح عالية
تلغراف على ضفاف نهر النيل الازرق
جمعية عطاء بلا حدود في ماراتون بيروت
الطبيعه القانونيه لحق الانتخاب
التزكية في الانتخابات
أصعبُ قصّةٍ كتبتها في حياتي
الحرية الجنسية
مكتبة جامعة الخرطوم الرقميّة
الشاعر علي أنور نجم
تلغراف في الخاطر
حين تلتقي الحضارات
العائدون من كاليدونيا الجديدة
غالبًا ما تكون بيوتنا مصدرًا للتلوّث
التغطية الإخبارية
أمي صنعتني
ab3aad news
ما بين الترشح والسجود
الطلاب اللبنانيون في فرنسا
نحو مجلس بلدي ناجح
لمسة وفاء وتكريم للموسيقار الجزائري
سيتم تنزيل المواد لاحقاً.
نصري حجازي بعد توقيع ديوانه الأول بعنوان
نصري حجازي  بعد توقيع ديوانه الأول بعنوان

نصري حجازي

بعد توقيع ديوانه الأول بعنوان "ساكبات ملح"

في الذكرى السنوية الأولى لوفاة الزميل نصري حجازي، نعيد نشر آخر مقابلة معه، أجريت قبل وفاته بشهر ونشرت في مجلة شؤون جنوبية...

حوار: مريم شعيب

تساءلت كثيراً كيف لمن لم تمنح له فرصة التعليم العالي في لبنان، ومن هاجر إلى ألمانيا وغاص في حقل العمل التجاري أن يكتب الشعر بهذه البلاغة الفصحى، لكن سرعان ما فرضت قصائده نفسها من خلال ما حملته من معانٍ عميقةٍ وصورٍ بهيةٍ، تنقلنا إلى عوالمَ لا منتاهية من الخيال الشعري، راسماً لوحاتٍ جامعة لمواقفَ وأحداثٍ ربما كانت ظاهرة أو مكنونة، لكنها في جميع الأحوال تعبِّر عمّا يودّ الإفصاح عنه وإيصاله لنا. فاللغة عنده لا تنفصل عما تحمله من خبرة أيّا كان نوعها، وإن كنا في عصر عُوِّدَ فيه القرّاء على نوع من اللغة الممسوخة حيناً والسطحية المكرّرة حيناً آخر. بل بقيت بين أنامله لغة إبداعٍ لا اتّباع، لغة يحاول بها تحديدَ مساحته الخاصة ولونه الخاص، وذوقه المميّز جعلها لغةَ حبٍّ وأشواقٍ روحية، كأنه يبثُّ فيها الحياة التي يريدها لها لتنبضَ مرونةً نابعةً من قلب الواقع اليومي، ويمزجها بالخيالي دون أن يكون هناك ما يُفسِد القصيدة ويسلبها رونقَها وأنفاسَها. هو يجمع في قصائده فضلاً عن الضرورة الانفعالية أو الفكرية، بين المعنى المحدّد للكلمات وبين الإيماء الموسيقي من حيث النغمة الموسيقية والصوت والإيقاع.

بعد توقيعه لديوانه الأول بعنوان: "ساكبات ملح"، كان لنا لقاء مع الشاعر نصري حجازي تمحور نحو الآتي:

 

·       تزدحم مخيلتك برؤىً متصارعة بين خياليٍّة فانتازية، وواقعية معاشة، تتعدّد فيها الاختيارات المتنوّعة بحيث يحتشد فيها ما هو عاطفي وطني وديني. كم شغلت طفولتك من مساحة في ابداعك الحالي وما هو دور الاسلاف في تكوين الوعي بالحياة والتعرّف على الكتابة واكتشاف الموهبة.

الشّاعر إنسانٌ، ولعلَّ للإنسان النّابض في الشّاعر الفضل كلّه في بلورة شاعريته وصقلها، هو حيٌّ يعيش واقعاً مفروضاً عليه، قد يقبل به، أو يتمرّد عليه. وله قلب ينبض حبّاً وحزناً، يستحضر طفولته المشحونة بالأحداث، وللأسف كانت كلّها أو معظمها قاسية لم تعرف الأمن والأمان، فتركت بصماتها على الكثير ممّا كتبته،  ويعيش زمن الانتصار الأول والوحيد على العدوّ الإسرائيليّ فيمجدّه راياتِ عزٍّ وتحريرٍ للأرض والإنسان. لهذا تتفاوت اهتمامات الشّاعر في المواضيع التي يكتب فيها، تبعا لاختلاف العنوان، والموضوع، وطبيعة القارئ المستهدَف في رسالة الشّاعر.

وردّاً على ما تفضلتِ به عن دور السلف أقول: لا يستطيع الشّاعر الانطلاق والتطوّر إلا اذا اعتمد على مخزون الذّاكرة الجمعيّة للبيئة التي ينتمي إليها، فنحن نتّكِئ بشكلٍ كبيرٍ على الموروث الأدبيّ الهائل ممّا تركه فطاحلُ الشّعر الجاهلي والعباسي وغيره من العصور.

كما لا يمكن أن نغفل دور الأهل في توجيه وتنمية الموهبة التي تظهر على الطفل.

·          بالنظر إلى كتاباتك نجد فيها زمناً ممتدّا فيه العديد من المحطّات، كشاعر تجاوز كل الأزمنة، أسألك عمّا يعنيه لك الزمان، وهل يمثل لشخصيّتك الشاعرية فضاءً تسبح فيه للوصول الى حيث مصير النهائي  للإنسان.

قد نستطيع تفسير الزمان بأنه ما كان، وما هو كائنٌ، وما سوف يكون. ولمّا كان الشّاعر  الصّدى  الطبيعي لم يفرضه عليه الواقع، ولمّا كان ذلك الواقع ينقسم على خارطة الزَّمان تنَوّعَاً أُفقيّاً بين الماضي والحاضر والمستقبل، ولأنّ المنطق يفرض ضرورة استحضار الأزمنة بلا اختزالٍ لأيٍّ  منها لأهميتها في بلورة القصيدة، فإنّني أجدني أتقلّب فيما بينها، استفيد ممَّا سبقَ من تجاربي وتجارب الغابرين، فأتموقع في حاضري لِأَبْنِيَ فيه محطةً أرتاح فيها، وأستعيد بعض أنفاسي، منطلِقاً في استجلاء ما سوف يكون، وما قد يحدث. ومعترِفَاً بمصيري،  تحضرني الآن أبيات كتبتها تحت عنوان خطى قدري، أجد من المناسب ذكرها:

أنا ما سوف يكتبني

وذا يومي وذاك غدي

أراني أحسن الرؤيه

وأتقن حرفة التنجيم والرؤيا

وأمضي نحو خاتمتي وفي عجلٍ

ولن أحتاج نجماً هادياً سبلي

فإنَي قد خبرت الملح في بحري...

 

·          لبنان بزخمه أو ربما ألمانيا وفي أحيان اخرى أماكن متخيلة غير موجودة في الواقع، ما الذي يمثله المكان في كتاباتك؟

 

يختلف الأسلوب أيضاً بين الخياليّ والواقعيّ، وبين الوجداني والسّرديّ الذّاتيّ وبين الهادف الرّساليّ.

كذلك في تنوّع الأمكنة بين الوطن والغربة، فهناك فرقٌ شاسعٌ بين أن نكتب عن الوطن ونحن نعيش على ترابه، وبين أن نتخيّله ونحن في الغربة، ولا نملك منه إلاّ الذّكريات والصّور. حينها تصبح مهمة استحضار الوطن الغائب خلف البحار أصعب، لكنها في طيّاتها تخفي لذّة روحيّة لا تُقاوَم رغم مرارة الشوق.

 

·          العمق في الصور الشعرية في أعمالك رأيته حاضراً وبقوّة، وتبرز وكأنَّها لحنٌ أساسيٌّ. هل هي البديل عن الواقع عندك؟ وما هو الترابط برأيك بين البصر والموسيقى واللغة؟

حين تتزيّن الحروف بفستان اللحن المطرّز بالنوتات الموسيقية هي لا شكّ تزداد جمالاً، وتصل الأعماق بلطف أكثر، لفطرية النفس على حبّ الايقاع، فالشعر الموزون له موسيقاه الخاصة، واللحن والآلات الموسيقيه تبثّ في أوزانه حياة أخرى حياة تألفها الروح. وحين اكتب شعرا لنشيد فلا بدّ من اسلوب خاص يتناسب مع الجو العام للأنشودة لجهة الفئة العمرية، والمناسبة، والحضور.

 

·          يقال احيانا ان الكاتب يكتب ما كتبه غيره ولكن بشكل آخر، أي لا جديد في الكتابة الا الكاتب نفسه، برأيك ما الذي يجعل الكتابة الحديثة فاعلة مقروءة ومؤثّرة؟ وكيف تحاول أنت فيها اصطناع ما هو غير مألوف؟

هذه إشكالية معقّدة، فالنص كما تراه جوليا كريستيفا ليس الا فسيفاء نصوص اخرى سابقة عنها أو معاصرة لها. والتناص بأشكاله الثلاثة:

1-   الاجترار: التكرار دون تغيير يذكر

2-   الامتصاص:التحويل دون مساس بالنص السابق

3-   التحوير: صياغة النص السابق بطريقة جديدة ادهاشية

والشكلين الآخرَين، لا ينقصان من جمالية النص، وقد يزداد روعة بأحدهما.

والشعر كَفَنٍّ ابداعيٍّ  اضافة لكونه نحتا للحرف ورسما للصورة التي تخطر في البال، إلّا أنه تعبير عن مشاعر تجيش في القلب والوجدان، وعليه فلا شكّ  بوجود فارقٍ وهامشٍ من الأفق الخاص الذي يمنح الشاعرَ تفرّداً ما في الأسلوب واللّون. من هنا أحاول من خلال  كتاباتي أن أكوّنَ عالمي الخاصّ، رموزاً، وصوراً، وعباراتٍ أسعى أن تتوحّد بي.

لكني لا استطيع زعماً أني قد نجحت في تشكيل هذا العالم، وأنصّب من يقرأني يوماً حَكَمَاً سأحترم قراره.

 

·          قال اوكتافيوبات  يكفيني قارئ واحد متفهم وعارف هل توافقه القول ام انك عندما تكتب تفكر باختيار المعاني الجاذبة لكم اكبر من القراء؟

برأيي المتواضع، ودون أن أهدفَ فيما أقول إلى نقضِ مقولةٍ، أو تصديق نظريةٍ، أجدُ دور الشّاعر أساسياً في أيصال أفكاره وهواجسه، وما يختلج بداخله، دون أن يكون بجانبه آلة حاسبة يعدّ بها أيدي المُصفّقين، والكراسي الشّاغرة، أو ما باع من نُسَخِ دواوينه.

أرى دوره منحصراً في الاهتمام بما يفيض به قلمه، ويبثّ على الورق ما يؤمن به، دون حساب لما سوف يكون، ولو كان غير ذلك سيصبح دمية أذواقِ النّاس المختلفة أصلاً في أذواقها، فَكَمْ من رسّامٍ مات مجهولاً، فقيراً، لا يعترف به من هم حوله، لأنّه سبق عصره إبداعاً، ولم يرسم ليرضي أهواءَ محيطه. أنا لا أقلّل من دور المتلقّي، أبداً، فهو الذي أكتب له، لكنّي أقصد فيما قلت جعله حَكَمَاً وليس حاكٍماً يملي عليّ ما يريد...

 

·          ونحن نعيش عصر سيادة قيم الاستهلاك، وسقوط الإيديولوجيات وعصر التصالح مع العدو، ونرى تفاقم ظاهرة الارهاب الذي يلوذ بالماضي. ألى اي مدى يساهم الفكر العربي في بلورة ضمير عام يخلق مرجعية تواجه ذلك سعيا لتحقيق الانتصار؟

الفكرُ كَقُوَّةٍ، لا شكّ أنّه في صميم المعركة التي نعيش اليومَ واحدةً من أخطر تداعياتها، والمتمثّلة بالخطر الارهابيّ التكفيري في أكثر من منطقة في عالمنا العربي والإسلامي، ما يزيد الأمور قلقا أن المجتمع العربي يعيش في دوّامة من انعدام المُثُل والقيم، وضبابية الرؤيا وضياع البوصلة في تعدّدية الأهداف، وما كان سابقا يوحّدهم –عنيت بذلك القضية الفلسطسينية- أصبح مجرّد وجهة نظر، يمكن أن نختلف عليها، ويمكن أن نتّفق، ما يجعل من المثقّف والمفكّر العربي الأمل في استعادة زمام المبادرة إلى توحيد وجهات النظر، وتوظيفها في انجاز وتحقيق القضايا العادلة في الاستنهاض والتحرير وإشاعة الأمن والسلام المفقودَين. 

 

·          في جناح معرض بيروت العربي الدولي للكتاب ال 58 وفي جناح وزارة الثقافة اللبنانية قمتَ بتوقيع ديوانك "ساكبات ملح".

بداية لماذا اخترت هذا العنوان؟ وثانياً ما هو شعورك بعد نشر ديوانك الأول؟

"ساكبات ملح" ديوانٌ سكبت على أوراقه ملح دمعي حزناً أو فرحاً، قلقاً، حباً أو زهوَ انتصار. جسّدتُ فيه أناي كما هي أو كما أظنني أراها بتجرّد. في ديواني بثثتُ كلَّ أوجاعي وهمومي وأحلامي وآمالي. السعادة غمرتني كأبٍ انتظرَ ولادةَ طفلَه الأول، ولا أنكر خوفي من هذه التجربة الفريدة بمضامينها.

واختتم اللقاء بتمنياتنا له بالنجاح والتوفيق في تجربته الأولى وباستمراية العطاء، شاكراً بدوره أسرة شؤون جنوبية على منحه فرصة هذا اللقاء.

                                                        

 

 

 

 

Comments التعليقات
كل التعليقات تعكس آراء الزوار فقط،
والموقع ليس مسؤولا عن ذلك.
عدد التعليقات: 1
لقاء رائع
تعليق على المقابلة مع الأستاذ نصري حجازي
قلم مميز وإحساس عذب..دائماً تنقلين كل ما هو جميل وراق وهذا يدل على على شخصك الراقي وذوقك العالي..
تحية معطرة وتقديرلهذا اللقاء الرائع وتحية قلبية جميلة بجمال طرحك...
مقالات ذات صلة
  • لوحة فنية  19 اقتراحًا لحياة سعيدة     الكاتب: د. عبد الرحمن الخالدي

    02-Feb-2017قبل عامين دخلت عيادة طبيب مشهور في مومباي في الهند... وبعد ساعتين من الانتظار أخبرني السكرتير أنه لن يحضر بسبب ضغط العمليات.. غضبت لدرجة فكرت بسرقة اللوحة التي نالت إعجابي في غرفة الانتظار (ولكنني استهديت بالله وأخذت لها صورة بالجوال) ... لم تكن لوحة فنية أو صورة فوتوغرافية بل نصائح كتبت باللغة الإنجليزية تحت عنوان: 19 اقتراحاً للنجاح (وفضلت ترجمتها إلى 19 نصيحة لحياة سعيدة). تفاصيل

  • الرمان  الفوائد الصحية للرمان

    17-Feb-2017يمنح تناول الرمان العديد من الفوائد الصحية لجسم الإنسان، وتشمل هذه الفوائد ما يلي: - النشاط المضاد للأكسدة: يحتوي الرمان على مضادات أكسدة تعمل بنسبة كبيرة على محاربة أمراض السرطان، وأمراض القلب، والشرايين، والأمراض الالتهابية وغيرها، وقد تبيّن أنّ عصير الرمان يقلّل من تنشيط المواد المسرطنة ويحمي الخلايا، وله تأثيرات وقائية من أمراض القلب والأوعية الدموية تشمل خفض الكولسترول الكليّ والكولسترول السيء وضغط الدم وغيرها. تفاصيل

مكتبة الصور
إشتركْ في القائمة البريدية
إرسال دعوة الى صديق
Click To Switch The Display...