القائمة الرئيسية :: قضايا :: رسائل من الحياة
ونحن نقلب الصفحات، نحتجز جزءاً منّا في كلِّ صفحة، ولا كلمة أكثر من كؤوس تيكيلا في الساعات الحزينة. فمن يتابع، ويستمع لنواب مجالس الأمة بطولها وعرضها لأصابه الذهول، وأخذ به الخبول كلَّ مأخذ، ولأَحَسَّ بنفسه في حفل راقص للعراة.
نحن الحفاة لقليل حياة، ﻷحياءٍ يدافعون عن عرق خبزهم، عن كرامتهم، كأنّنا في ماكينة مولينكس الطوائف والمذاهب، لا نتنكّر لأفعال، لفعلةِ هذا وذاك لأنه رجل الطائفة الأول، ومن مثله في النزال عند الشدائد والأهوال، كما لو أنهم حواريو السيّد الأكبر، روّاد دمائنا ونصغر، هلّا رأينا نحن الشعب كيف ندفع جزية اﻹنوجاد، وهذا المسكوت عنه مائي وضيائي، نوري.. والنوري أبو سن ذهب، يبسم لنا كي يقلّدَ أفواهنا بسنِّ ذهب.. لا ينطق، بحبّة هال زرقاء الوشم وسيف، حتى قال أبو الزولف "خود هيدى سيف" في زمن قنابل الفناء "وروح قاتل يا ضناي"، والحاكم من مشتقات اللغة،
...كما لو تمضي الحياة من حانةِ إلى حانة، وإذا ما حانت اللحظة، تلقفتها بكأسِ علقمٍ، بمحرمةِ بيضاء، وقد ارتسمت في القلب بحرفين، بوردةٍ حُبِسَت بين الأوراق، فلا تذبل القعدات، وعند ركنِ المناماتِ تفتح على الليل نجومُ الليلة السابقة، وبعد أزمنةٍ ابيضّت في الرأس، تُسلِم للظلام دمعتينِ تنسدلان على تلك الملاعب، على الأكوان بزفرةٍ لا تنفك تثير وشائج المشاوير، وأنت تلملم تلك الخطوات الصغيره بمغرفةِ خشب، بجرعةِ انتسابك لهذه الكلمات
كأنما افقت في يوم آخر، لأعيش مرة أخرى تلك الحماقات البيضاء، لأبتعد قليلاً بنفسي عن نفسي، وبعض هذه الصور، وهذا الكلام، عالم بأسره وقد تقلد حماقاته السوداء... ووددت لو أراني في حيوات أخرى، وأنا أحياها يأسرني كل هذا القتل، ويكون المساء وطنآ آخر، والصباح حياة تالية وتالية بلا هدف أو ميناء، ولمهدّئات الأعصاب مجد تليد
كان ﻻ يكفي اعتقالنا في الواقع، فتمَّ محاصرتنا بالنفايات السياسية واعتقالات عشوائية... كأنها جموع حروب تستقر بحواسنا، تتوسل موتنا بصمت، تهوي علينا فنتهاوى وقد أعيا علينا الجفاف، نهوى كأنما احتراقنا، ربما في خراطيم المياه ونار المقذوفات بأحجامها المتنوعة ما يرمِّم أو يعوِّض عن نقص في حاجاتنا. وﻻ تعبير لروح...
الكاتب: الشاعر أحمد وهبي
ساعة حزنٍ وغضبٍ ترتفع اﻷكفُّ والعيون، تنداح الزهور حول قبورِ المدامع، يغني الحزنُ أسماءَنا إثر كل فجيعة، ثم يتلاشى وتتلاشى أسماؤنا حتى امِّحاءِ السطور في اﻷسطورة، والذكرى كمديات جارحة تهبنا كل حين نافذةً على المعنى، ربما كي يكتمل كتابُ كلٍّ منا. ويومٌ بسنين في العمر اكتمل والبدر، أو جملة تجدف لحملة بما ﻻ يرد، ﻻ يبدل، ﻻ يعد... فقد أجهض التمسرح أقوامًا بعينها، وانكسر الصدق والتصادق بدمعةٍ أُفلتت بين جبهاتِ القتال، وعلى جبينِ الحالِ وداعاتِ استغفارٍ لنهاراتٍ ثلاث وليالي. وكلُّ ما انطلق من صورٍ وأرقام فلكية مجرد تقطيع وقت مستوحى من سلطات هوليوودية، وناس البحر هجر لتناقض عمارات السمنت، تتزايد فيها عشوائيات اللحم، تنتقل من سوسولوجيا القبيلة إلى مرادفاتها في اﻷكل والعمل، تجمل ديمقراطيتها بملح وسكر،
الكاتب: الأديب أحمد وهبي
يا للعجب... في بلاد اﻷعاجيبِ تصدق الحكايات تكاد، نعيشها بكل ما أوتينا من قوةٍ وبأس الحياة، غير أننا نرفض رواياتنا الواقعية، نقيم حولها حصونًا وأبراجًا عالية، أو ندفنها مثل أي جميلٍ فينا، فلا نصحو... وإن فعلنا نكون خلف رواياتنا، نحاول وإن أمسكنا بطرفِ خيطٍ لضوء... نشرع في قراءتها كأنها غيرنا، والنقاش لفظ معرفي، ابتسار الحنطة لخبزٍ ﻻ يؤكل.
حين يجتاحنا السراب والجراد والخراب والحداد
ماذا نفعل؟
الكاتب: أحمد وهبي
حين نحتاج حلمًا، قمرًا تطاردنا نهاراتٌ مكسورةٌ مفجوعة، ليالٍ نتخالسها وفي البال كيف نتكدّس بلا ظهور؟ حتى قالت حياة ثالثة ورابعة... والقول حمّال أوجه. فالدموع لم تردّ غائبًا.
أضوء بحرف الضاد
بين حينٍ وآخر أحايينُ حبٍّ وغضب
الكاتب: أحمد وهبي
وسط العين، شعوب تسير بدقيق وقت مثلوم مكلوم مدمّى، تحمل انتظارَها لشعوبٍ على ثغر النطق، يكاد تفجرًا بزهرة أقحوان، بأفواه صغيرةٍ تعلقت بأثداء، تحبو لخلاص فرداني موحش.
غدٌ مكسورُ الشعوبِ والخاطر
لا ماضٍ ولا حاضر
الكاتب: الأديب الشاعر أحمد وهبي
نظرةٌ من سماءٍ غير مسيّجةٍ أو مرقّمة، ولم أرَ في دنياي غير ظلين لمؤمنٍ وكافر، يتثاقلانِ بعقاقيرَ مهدئةٍ لحواسِ جنسٍ ومالٍ وقتل، وﻻ يموت المغني.
أشعر كلما أمسكتُ بالقلم ﻷحبرَ نصَّ داخلتي، كأني توالد حواسٍ بكلماتٍ تعيد علي ما أسلم للبصر، وفي الصورة رؤىً تزخرفُ فيوضاتِ المبدعين. هناك
ونحن مشدودون برقائق حاسوب أممي، بطيّات جلود الكائنات، بأفكار صقلتها الزنازين والقهر والعذاب، بأزمنة غبرت، بهذا الدخول المتأخر في النوم.
وجوهنا لا نراها في مرآة كل يوم، الشبيهون بنا يقطعون الشهية لأجل أن ننحف، أن تتراقص أمعاؤنا الخاوية بكلِّ دوران الأرض... حولها والشمس، كنّا نُمسك بالقمر، حول أقمارنا، كان يكفينا بضعة كؤوس من روائح تتوالد بحياة عارية
عشنا تجارب الحروب بكلِّ موتها... بإرادةٍ وصبر، ولا متّسع الآن لأفكرَ بنفسي ونجاتي، خوفي على الذين أُحبُّهم، على مَن أعرف... ومَن لا أعرف، واحسرتاه على الأرواح البريئة، قتلها الألم والرّعب، وطُحِنت الأحلام، كيف تُستعاد ما بعد هذا الموت الزؤام؟ لربّما لو يعود المرءُ منّا بأرواح الكائنات العاقلة وغير العاقلة...!!۔
هنا، وقد أقفرتِ الدُّنيا، وضاعت الشمس ما بين شرقٍ وغرب، وجُنّت الجهاتُ عن أوقاتنا وصخبنا، وخلت فضاءات كوكب الأرض من عروض سحاب الطائرات، أصابتنا العزلة حتى النخاع الشوكي، وفرحت الكائنات تُنفّس عن حنقها وقهرها واحتجابها القسري، كما لو ترسم عالَمنا الجديد، تدلُّ على رغباتنا الفجّة، ونسأل كيف انوجدنا في هذا الإحتضار ؟ تعترينا زفرات مرعبة، ويصير الفراغ والخواء صفحات راعشة، نحاول أن نملأها بماءٍ بارد، تسخر منّا كأولادٍ هاربين من نواطير الغياب
الحكايا المريحة، أكاذيبٌ بيضاء، لبن العصفور، أو ننام في عش عصافير، ومهما دَهَمنا الوقت، قبل وبعد، لا نستكين، تقول الملائكة لا يهم، لكن علينا التأقلم، فمن نراه في المرآة يكون مزعجاً، أو شاكياً، أو يودُّ لو يغيب.. ربّما لوقتٍ، يخلد فيه مع ذاته، ويدي الباردة تلامس دفءَ أمي، قالت.. لا عليك بُني، هل ستحزن لغيابي...!!۔
مكتبة الصور